مناهضون
يُظهر تاريخ القمع الإيراني للأحواز استراتيجية متكاملة من العنف العسكري، والتطهير الثقافي، والتغيير الديموغرافي بهدف سحق أي محاولة للمطالبة بالحقوق، ومع ذلك يواصل الأحوازيون النضال رغم القمع الوحشي، مستلهمين عزيمتهم من هويتهم العربية وتاريخهم العريق، هذه القضية تظل شاهدة على معاناة شعب يطمح للحرية في وجه آلة قمع لا تعرف الرحمة.
◄ الأساليب القمعية عبر التاريخ
القمع العسكري المباشر:
منذ ضم الأحواز إلى إيران، استخدمت السلطات القوة العسكرية لإسكات أي حركة معارضة، وفي انتفاضة عام 1928، التي اندلعت بعد ثلاث سنوات من احتلال المنطقة، أرسلت إيران قوات عسكرية كبيرة لقمع القبائل العربية المطالبة باستقلالها، وارتكبت مجازر بحق المدنيين العزل.
الاعتقالات والإعدامات الجماعية:
شهدت المنطقة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين موجة اعتقالات واسعة طالت النشطاء السياسيين والثقافيين، وفي السبعينيات، وبعد تصاعد المطالبات بالحقوق العربية، أعدمت سلطات الاحتلال الإيراني عشرات القيادات الأحوازية بتهم ملفقة مثل “الإرهاب” و”العمالة لدول أجنبية”.
انتفاضة 1979 قمع شرس في ظل الثورة الإيرانية:
استغلت الأحواز فرصة سقوط نظام الشاه واندلاع الثورة الإيرانية في 1979 للمطالبة بالحكم الذاتي، إلا أن النظام الجديد بقيادة الخميني رد بعنف غير مسبوق، وقد استخدمت قوات الاحتلال الإيراني الدبابات والمدفعية الثقيلة لإخماد الانتفاضة، وارتكبت مجازر مروعة في مدن مثل المحمرة وعبادان، حيث قُتل الآلاف واعتُقل المئات.
التغيير الديمغرافي والتهجير القسري:
لجأت سلطات الاحتلال الإيراني إلى تغيير التركيبة السكانية للأحواز عبر بناء مستوطنات للفُرس وتشجيع هجرتهم إلى المنطقة، مع تهجير السكان الأصليين قسرًا، هذه السياسة تهدف إلى طمس الهوية العربية وتقليل فرص أي حراك شعبي مستقبلي.
القمع في انتفاضة أبريل 2005:
تُعد انتفاضة 2005 واحدة من أبرز الانتفاضات الأحوازية في التاريخ الحديث، حيث خرج الآلاف من الأحوازيين في مظاهرات سلمية احتجاجًا على وثيقة حكومية مسربة تكشف خطة لتغيير التركيبة السكانية.
حيث ردت السلطات بقمع دموي؛ قُتل المئات واعتُقل الآلاف، مع تنفيذ إعدامات علنية لترهيب السكان.
استخدام العنف الممنهج ضد الحركات الحديثة:
استمرت الاحتجاجات والانتفاضات الأحوازية في الأعوام الأخيرة، خاصة مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والبيئية، مثل أزمة المياه نتيجة تحويل مجرى نهر كارون.
وفي عام 2011، اندلعت مظاهرات كبيرة تزامنت مع الربيع العربي، لكن القوات الإيرانية استخدمت الرصاص الحي، وقُتل العشرات، واعتُقل المئات ممن لا يزال مصير بعضهم مجهولًا حتى اليوم.
السيطرة الإعلامية وطمس الهوية الثقافية:
إضافة إلى القمع العسكري، استخدمت إيران الإعلام الرسمي لتشويه صورة الانتفاضات الأحوازية، ووصفت المشاركين فيها بالإرهابيين والانفصاليين، كما عمدت إلى منع التعليم باللغة العربية وحظرت الاحتفال بالمناسبات القومية والثقافية.