مناهضون
شكلت النساء في الأحواز رمزًا للصمود والكرامة في مواجهة الاحتلال الإيراني الذي عمل بطرق مختلفة على استهدافهن لإضعاف المجتمع الأحوازي، ولم يكن القمع الذي واجهته نساء الأحواز مجرد محض صدفة، بل كان سياسة منهجية تهدف إلى كسر الروح الوطنية والهوية الثقافية لدى الأحوازيين، إذ تدرك سلطات الاحتلال الإيراني أن المرأة الأحوازية تمثل العمود الفقري للأسرة والمجتمع، فمن حرمانهن من الحقوق الأساسية إلى القمع السياسي والتضييق الاقتصادي والاجتماعي، تحولت حياة النساء الأحوازيات إلى فصل مظلم من الاستهداف الممنهج.
استهداف الهوية الثقافية والتعليمية:
أحد أبرز أشكال استهداف النساء الأحوازيات هو محاربة هويتهن الثقافية، فمنذ احتلال الأحواز في عام 1925، عمدت سطات الاحتلال الإيراني إلى فرض سياسات تمحو الهوية العربية للشعب الأحوازي، وامتدت هذه السياسات إلى النساء، باعتبارهن حاملات للغة والثقافة.
وتم حظر استخدام اللغة العربية في المدارس، مما جعل المرأة عاجزة عن تعليم أطفالها لغتهم الأم، بالإضافة إلى ذلك، جرى التضييق على أي مظهر من مظاهر الهوية الثقافية، بما في ذلك الملابس التقليدية والتجمعات الاجتماعية.
الحرمان من التعليم والعمل:
فرض الاحتلال قيودًا شديدة على تعليم النساء الأحوازيات، حيث تعمدت السلطات تقليل عدد المدارس في المناطق الأحوازية الفقيرة، ما دفع الفتيات إلى ترك الدراسة في سن مبكرة.
كما تم تهميش المرأة الأحوازية في سوق العمل، حيث تتعرض النساء للتمييز على أساس عرقي ومذهبي، وبدلًا من تعزيز دور المرأة في المجتمع، دفعها الاحتلال إلى دائرة الفقر والتبعية.
العنف والقمع السياسي:
تعتبر المرأة الأحوازية من أكثر الفئات التي تواجه العنف في ظل الاحتلال الإيراني، خاصة النساء الناشطات في العمل السياسي والاجتماعي.
وتمارس سلطات الاحتلال الإيراني الاعتقال التعسفي بحق النساء الأحوازيات اللواتي يشاركن في الاحتجاجات أو يعبرن عن آرائهن، ويتم احتجازهن في ظروف قاسية حيث يتعرضن للتعذيب النفسي والجسدي. إضافة إلى ذلك، تواجه النساء في الأحواز محاكمات غير عادلة وأحكامًا قاسية، بهدف ترهيبهن وكسر إرادتهن.
الحرمان الاقتصادي والاجتماعي:
تعاني المرأة الأحوازية من التهميش الاقتصادي، حيث تفرض السلطات قيودًا على فرص العمل في المناطق الأحوازية، مما يجعلها تعيش في ظروف معيشية قاسية.
كما يتم إجبار النساء في المناطق الريفية على النزوح من أراضيهن بسبب سياسات التجفيف المائي ومصادرة الأراضي، الأمر الذي يحرمهن من مصدر رزقهن الأساسي.
وتعمد هذه السياسات إلى تدمير بنية المجتمع الأحوازي وإضعاف دوره الاقتصادي.
النساء الأحوازيات بين النضال والصمود:
رغم كل هذه التحديات، أثبتت المرأة الأحوازية قدرتها على مواجهة الاحتلال، سواء من خلال المشاركة في الاحتجاجات السلمية، أو تعزيز الهوية الوطنية داخل الأسرة.
كما استطاعت النساء الحفاظ على اللغة العربية في المنازل وتعليمها لأطفالهن، كما شكلن جزءًا مهمًا من الحراك الثقافي والاجتماعي في الأحواز، فالمرأة الأحوازية اليوم ليست فقط ضحية للقمع، بل هي أيضًا رمز للمقاومة والصمود.