مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تقرير: تاريخ متاجرة حزب الله بفلسطين

مناهضون

 

 

منذ تأسيسه في ثمانينات القرن الماضي، حرص حزب الله اللبناني على إبراز نفسه كقوة مقاومة داعمة للقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك، يشير العديد من المحللين إلى أن علاقة الحزب بفلسطين شابها استغلال سياسي وعسكري لتحقيق أهدافه الإقليمية الخاصة، وهو ما يثير تساؤلات حول صدق نواياه في دعمه للفلسطينيين.

 

 

الجذور الأولى:

حزب الله تأسس بدعم إيراني عام 1982 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وفي البداية قدم نفسه كممثل للمقاومة الإسلامية ليس فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، ولكن أيضًا دعماً للقضية الفلسطينية.

 

وكان هذا الخطاب موجهًا لتحقيق أهداف داخلية وخارجية، خاصة لتعزيز شرعيته بين المسلمين الشيعة في لبنان وتعزيز نفوذ إيران في المنطقة.

 

 

الدعم الظاهري للفصائل الفلسطينية:

وخلال سنواته الأولى، ركز حزب الله على التعاون مع الفصائل الفلسطينية في الجنوب اللبناني، وشارك في عمليات مشتركة ضد إسرائيل.

 

ولكن مع مرور الوقت، تغيرت طبيعة العلاقة، حيث أصبحت الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، أدوات سياسية وعسكرية في يد الحزب، مستغلاً وضعهم لتحقيق أهدافه الإقليمية.

 

 

العلاقة مع حماس والجهاد الإسلامي:

ومرت علاقة حزب الله بحماس والجهاد الإسلامي بمراحل مختلفة، فقد استغل الحزب هذه الفصائل لتعزيز موقفه الإقليمي والظهور كمدافع عن القضية الفلسطينية، في حين أنه في كثير من الأحيان استخدم القضية الفلسطينية كوسيلة لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، مثل الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة.

 

 

استخدام القضية الفلسطينية لتحقيق النفوذ:

ومع تعاظم دوره في السياسة اللبنانية بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، بدأ حزب الله في تقديم القضية الفلسطينية كأداة ضغط ضد القوى الإقليمية والدولية.

 

ففي العديد من المرات، استخدم الحزب العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل كوسيلة لتحويل الانتباه عن أزماته الداخلية أو لدعم موقف إيران في المفاوضات الإقليمية.

 

 

استغلال الحرب على غزة:

ومن أبرز الأمثلة على متاجرة حزب الله بالقضية الفلسطينية كانت خلال الحروب الإسرائيلية على غزة.

 

ففي كل مرة كانت إسرائيل تشن حربًا على القطاع، كان حزب الله يصعد من لهجته الخطابية ويدعو إلى “نصرة غزة”.

 

ومع ذلك، فإن مشاركته الفعلية على الأرض كانت شبه غائبة، حيث كان الحزب يركز على الحفاظ على نفوذه في لبنان وسوريا.

 

وأكدت قيادات حزب الله باستمرار أن الأعمال القتالية عبر الحدود لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل الحرب في غزة، إلا أن بعد تعرض أبرز قيادات الحزب للتصفية على رأسهم حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله، لكن نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، فك الربط بغزة مؤخرًا معلنا الموافقة على وقف إطلاق النار دون شروط ودون توقف للنار في غزة.

 

 

موقف الحزب من اتفاقات السلام:

وتبنى حزب الله موقفًا صارمًا ضد أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، معتبرًا أن أي محاولة للسلام تعتبر “خيانة”.

 

وهذا الموقف يعكس سعي الحزب لإدامة حالة الصراع باعتبارها وسيلة لتعزيز دوره كلاعب إقليمي ووكيل لإيران.

 

فبدلاً من البحث عن حلول حقيقية للصراع، سعى الحزب لاستغلال القضية الفلسطينية كأداة للسيطرة على الساحة الإقليمية.

 

وفي ضوء هذا التاريخ المعقد، يبدو أن علاقة حزب الله بالقضية الفلسطينية لم تكن علاقة مبدئية بقدر ما كانت مصلحية، حيث استخدم الحزب القضية الفلسطينية كوسيلة لتحقيق أهدافه الخاصة، سواء لتعزيز نفوذه الإقليمي أو لتثبيت وجوده في الداخل اللبناني، وفي النهاية يبدو أن متاجرة حزب الله بفلسطين كانت جزءًا من استراتيجيته الأكبر لخدمة أجندة إيران الإقليمية.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *