مناهضون
تشهد إيران منذ أربعة أسابيع احتجاجات قوية تشمل جميع الأطياف والأعمار، احتجاجاً على وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية في سبتمبر الماضي، والتي نتج عنها الكثير من الوفيات.
في النصف الأول من شهر سبتمبر الماضي، أتت فتاة الكردية تُدعى مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في زيارة مع عائلتها إلى طهران لزيارتة أقاربها، ولكن قامت شرطة الأخلاق باعتقالها بحجة أن لبسها حجاباً غير لائق، وأنهم سيأخذونها لإحضارها دورة أخلاقية وإرشادية، وسيتم إطلاق سراحها بعد ساعة فقط، ودخلت الفتاة في غيبوبة بسبب تلقيها ضربات عنيفه على رأسها من قوات الأمن الإيرانية، بعدما كانت تمسك رأسها وتصرخ بصوت عالي عندما خرجت من سيارة الشرطة، وقالت لها حارسة في مخفر الشرطة إنه سيُطلق سراحها قريباً، لكنها لم تسكت عن الصراخ.
وخرجت المتظاهرين في إيران وتفاعل النشطاء والناشطات في البلدان العربية وتبادل صور ومقاطع فيديو للإحتجاجات النسائية في إيران.
كما اخترق نشطاء رقميون يدعمون موجة الاحتجاجات التي تقودها النساء في إيران بثاً إخبارياً مباشراً للتلفزيون الحكومي، ووضعوا إشارة تصويب وألسنة لهب على وجه خامنئي وكتب النشطاء على الشاشة “أيديكم ملطخة بدماء شبابنا”.
كما شاركت منظمات حقوقية عربية إلى الأصوات المتضامنة مع الاحتجاجات الإيرانية التي تقودها المرأة ضد قواعد لباس المرأة الصارمة في الجمهورية الإسلامية، وطالبوا منظمات حقوقية دولية، كان منها كيانات عربية، بضرورة دعم النساء الإيرانيات ومطالبهن المشروعة بالحقوق والاستقلال الجسدي من خلال الاحتجاجات والتجمعات السلمية والبيانات وإنتاج الأعمال الفنية وغيرها من الوسائل.
وقامت حوالي20 منظمة حقوقية، بالطلب من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، بالوقوف معهم ضد النظام الحاكم في إيران، والتحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني، واتخاذ إجراءات عملية لدعم المتظاهرين.
فأعلنت الولايات المتحدة، أنها ستواصل التنسيق مع حلفائها بشأن كيفية الرد على حملة القمع ضد المتظاهرين في إيران.
وأعلنت الحكومة أنها ستوسع قائمة العقوبات على المسؤولين الإيرانيين بسبب قمع الاحتجاجات، وقامت بمنع عشرة آلاف مسؤول في النظام الايراني من دخول أراضيها، وصنفت الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وستقيد التعاملات المالية مع إيران المرتبطة بالحرس الثوري ووكلائه.
وحثت الحكومة الفرنسية رعاياها على مغادرة إيران في أقرب وقت ممكن، خوفا من تعرضهم للاعتقال.
فمهسا أميني هي النسخة الإيرانية من الشاب التونسي محمد البوعزيزي، فمحمد شاب جامعي تخرج وظل عدة سنوات بدون عمل، واسرته تتكون من ٩ أشخاص، حاول التقديم للجيش ولكنه لم يوفق، بدأ يعمل بائعاً متجولاً بالخضروات والفاكهة، فقامت ضابطة شرطة بتوبيخه وصفعه على وجهه، فشعر بالاهانة، فقام في أواخر ديسمبر 2010، بالانتحار في مدينة منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد وسط تونس الجمعة 17 ديسمبر 2010، احتجاجاً على مصادرة عربته التي يستخدمها لبيع الخضراوات والفواكه، وتوفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده.
وامتدت الاحتجاجات على مقتله إلى مدن أخرى منها صفاقس والقيروان وسوسة ومدنين، وفي 5 يناير 2011 توفي متأثراً بحروقه بمركز الإصابات والحروق البليغة في بن عروس بالعاصمة التونسية.
أجبرت الانتفاضة والاحتياجات التي حدثت بعد ما حدث مع محمد، الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد إلى السعودية في 14 يناير 2011.
وفي نفس اليوم أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك إستنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي.