مناهضون
دخلت إيران في الأسبوع الثالث من الاحتجاجات والتظاهرات القوية لأول مرة دون الخوف من النظام الايراني، وذلك بعد مقتل الفتاة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
وظهرت هذه الاحتجاجات الجيل الذي يُطلق عليه جيل وسائل التواصل الاجتماعي الذي ولد بعد عام 2000، على الرغم من أن المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا يتظاهرون الآن في إيران، فبفضل الإنترنت والفضائيات عرف الجيل z كيف يعيش الشباب الآخر في أماكن أخرى من العالم ويجدون الحياة في ظل القيود التي يفرضها نظام الملالي مهينة، فظهر هؤلاء الشباب وسط التظاهرات وهم يحملون حقائب الظهر الخاصة بهم ومعظمهم يرتدون ملابس سوداء، ويصر هذا الجيل z على استمرار التظاهرات، والوقوف ضد القمع.
فهولاء المحتجين الذين يستخدمون الإنترنت مثل نظرائهم في العالم يريدون حياة عادية بعيدة المنال بسبب النظام السياسي المنغلق في بلدهم، فهذا الجيل زد يرى نفسه في أجواء بائسة.
فهذه المره الإيرانيين لم يصمتوا بل قاموا بالخروج في جميع شوارع ومحافظات إيران، واستخدموا أساليب جديدة هذه المرة ككتابة الشعارات على الجداران، والهتاف ضد الملالي، وشعارات الموت لخامنئي، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشوية صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي، وشاركت النساء، وقام البعض منهم بخلع الحجاب احتجاجاً على ما حدث وما سيحدث فيهم في هذه البلاد من ظلم وقهر واعتداءات دائمة.
وشارك طلاب الجامعات، ونظم طلاب جامعة جمران، مسيرة داخل الحرم الجامعي دعماً للاحتجاجات التي شهدتها البلاد، ورددوا عبارات تعبر عن سلميتهم وعن مطالبهم قائلين: لسنا مثيري شغب، نحن نقوم بالاحتجاج، وانضم عدد من أساتذة الجامعات إلى الطلاب، وقدم أساتذة الجامعات استقالتهم دعماً للاحتجاجات الشعبية ورفضا للقمع ضد المحتجين، وتوقف أخرون عن التدريس دعماً للإضراب الطلابي.
واتهمت السلطات الإيرانية المتظاهرين بنشر الفوضى، وقوات خارجية من بينها الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات أو بالتحريض عليها.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أن المتظاهرون اللذين وصفهم بالإعداء يهدفون إلى التخطيط لمؤامرة جديدة من أجل منع البلاد من التقدم،وكانوا يقصدون عزل البلاد لكنهم هزموا كما وصف.
وحذر رئيس البرلمان الإيراني، بأن الاحتجاجات قد تزعزع استقرار البلاد، وحث قوات الأمن على التعامل بقسوة مع من قال إنهم “ينتهكون الأمن”.
وقامت القوات الأمنية الإيرانية باطلاق الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما انتشر فيديو لمجموعة من قوات الأمن الإيرانية وهي تهاجم سيدة في شيراز، وتنهال عليها ضرباً بالعصي والهروات.