بقلم أ. راشد بن خزام
تعجبت من الانبطاح الذي يسير عليه البعض من عرباننا في كل محفل .. لست ادري ان كانت هذه صفة متلازمة في جيناتهم ام انها تخرج كلما ارادوا عند الحاجة!!.. ماتت ملكة بريطانيا او “جسر لندن” كما يطلق عليها في اسكتلندا بعد ردحٍ من الزمن ..لااريد السخرية بقدر مااود كشف حقيقة الانجليز وملكتهم فقد عاشت اليزابيث الثانية على مقومات شعوب كثر بدء من العرب وانتهاء بالافارقة الذين استعبدتهم وسخرت كل مقدراتهم واموالهم لصالح التاج البريطاني.
مشكلتنا كعرب ان الوهلة الاولى لكل شيء تبهرنا وترسخ في اذهاننا فنتعاطف معها حتى لو استعبدتنا وهذه النقطة ظهرت في شخصية اليزابيث فكانت ابتسامتها توحي للعيان عن طيب وبساطة لكنها في حقيقة الامر هي مبطنة بالجبروت وعدم الرحمة.. وقد عرف عن الانجليز الخباثة والمكر المغلف بالدهاء فكانت إبتساماتهم التي يتصنعونها عنوان لإستعمارهم الكثير من البلدان ومنها العرب.. ولم يكلفوا أنفسهم بإرسال ارتال الجيوش بل استعمروا العالم بخلق الدسائس ..عبر المال تارة والخيانة تارة اخرى.
وللحق نعترف انهم ابدعوا في ذلك فسرقوا ثرواتنا ومقوماتنا وخلقوا بيننا الكثير من العداوة والبغضاء . هذا الاسلوب الاحترافي لايمكن أن يفعله سوى الانجليز ..
ماتت كهلة بريطانيا بعد سبعين عاما من الحكم ..جُمع لها فيه كل مجوهرات الارض المنهوبة التي استعرضتها في ملابسها وعلى رأسهاوصدرها .
كانت تُفتح لها في كل عام خزائن الدولة لتشاهد بأم عينها أطنان الذهب المنهوب في بلد لايملك منجما واحدا بل من سرقة المستعمرات في امبراطورية لم تغب عنها الشمس ذات يوم ..فكانت اليزابيث التي يتحسر البعض من عرباننا على وفاتها ويكيل لها التمجيد بل انهم ادخلوها عنوة في “النسب الشريف” وجعلوا لها قدسية وتشريفا عظيما.
قد لايعرف الكثير ان كل الحكومات البريطانية لاتستطيع فعل شيئ الا بمباركة الملك او الملكة بدأ من تسليم الأحواز العربية التي اعطيت بموافقة من ملك بريطانيا آنذاك جد اليزابيث الملك جورج الخامس عام 1925.
وسلمت فلسطين بمباركة ابوها الملك جورج السادس عام 1948.. فيما تولت هي بقية المهام عقب توليها العرش وفي عهدها تمت حرب النكسة وقبلها العدوان الثلاثي على مصر وهددت بسحق العرب وزمجرت عن انيابها في كل قضايا العرب وحقوقهم فسمحت بسحق ملوك العراق رغم ولائهم لها ودعمت بصمت كل المتشدقون على بلدانهم وآوت الكثير منهم في بلادها لتستخدمهم كورقة ضغط كلما ارادت وهي تعلم انهم مرتزقة..لتتركهم ينبحون حتى يضيق منهم الجميع ثم ترمي لهم “بطُعم الحرية” للابتزاز فيما يرى آخرون انها رمزا فقط ..هذه حقيقة “عجوز لندن” عدا عن دعمها وحكوماتها المتتالية لإسرائيل.
ماتت “أم كهلة” وخرجوا علينا ايتامها من “العرب السملق” يتباكون على ارثها وحكمها ويتقبلون العزاء فيها … المصيبة ان البعض منهم فتح سرادق عزاء وميتم لينحر على فراقها التمائم .. والمضحك المبكي أن في تلكم السرادق قرآن يتلى على روحها!!.. اتعجب حقيقة من حال أولئك المتباكون على “عجوز لندن ” حتى بعد نفوقها وكأنها لاتزال تحكم رقابهم ..و لاعجب في قوم خذلهم الله واعمى بصائرهم .. والمؤكد على الرغم من انتهاء حقبة اليزابيث لكنني لاأظن ان شبحها سينتهي من قلوب المغفلين .