بقلم: أحمد هاني القحص

إن المتتبع لتاريخ الأحواز من تاريخٍ نضالي وجهادي وبطولي، لا يستغرب هذه الانتفاضة الواقعة الآن فوق أرضها، نظرا لارتباط دماءهم بهذه الأرض العربية التي سُلبت قسراً وظلماً وجوراً، إزاء التدخل الغربي الذي سلم هذه الأرض العربية إلى بلاد فارس المجوسية.

فمنذ الاحتلال الفارسي لأحواز العرب، ذاق أبناءها الويلات، وصنوف العذاب أمام مرأى ومسمع العالم، إلا أن العالم بأسره تجاهل ما يحدث لهم، بل على العكس أخذ يؤيد ما تقوم به بلاد فارس من خلال دعمها الواضح للملالي هناك، فباتت دولة قمعية، وعنصرية، وعلاوة على ذلك أخرجت حقدها الدفين على كل جنس عربي.

لم يهنأ عرب الأحواز في أرضهم منذ احتلال إيران لهم، ولم ينعموا بخيرات بلادهم التي تُنهب أمامهم، بالإضافة إلى المحاولات العديدة لطمس هويتهم العربية، من خلال إجبارهم على تعلم لغة إيران، وأن يتبدل كل شيء عربي بفارسي، وبالتالي سينتهي العرب بحد زعمهم إن استمر ذلك، إلا أن عرب الأحواز ضربوا بهم في عرض الحائط، وبقوا على عروبتهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.

حقيقة، فرحت كثيرا حينما شاهدت الانتفاضة العربية، وهي تقهقر جحافل الفرس، وتنال منهم، وتذيقهم الهزائم والخسائر بسواعد عربية تعلم يقينا أن هذه الأرض أرضها، وحان الوقت لاستردادها، وإعادتها للحضن العربي، ومواصلة السير في الركب العربي.

فمشاهد الانتفاضة تبعث للنفس الفرح، وتدعونا لرفع الأكفة بالدعاء للمولى جلة قدرته، بأن ينصر عرب الأحواز نصرا مؤزرا، ويدحر قوات الفرس المجوس ويهزمهم، ويجعلهم صيدا سهلا، ويردهم خائبين مدحورين، وبأن يعيد الأحواز عربية ينعم أهلها بالأمن والأمان، وأن يعيد كل مغترب منهم لأرضه.

وأخيرا .. أقول أن الأحواز ستعود حتما لركب العرب، بفضل الله ثم بسواعد أبناءها، وأنها ستبقى شامخة أبية، وبأنها هي من ستكتب نهاية بلاد الفرس المجوس، لأن الأرض عربية لا تقبل أن يطأها الا العربي، أما الفارسي فليعود أدراجه من حيث جاء .. فهنيئا لك أيها الأحوازي على هذا الصنيع الرائع، ونسأل الله لكم النصر العاجل .. والله يحفظكم.

أحمد هاني القحص
رئيس الإتحاد الدولي للإعلاميين العرب