مناهضون
لا تزال دولة الاحتلال الإيراني تمارس مخططاتها الإرهابية في المنطقة العربية عبر التوغل في عدة دول وتكوين أذرع بالإضافة إلى التدخل في شؤونها.
ومنذ وصول الخميني في ثورة مشبوهة إلى سدة الحكم في إيران، وبدأت ما تسمى بإيران بتنفيذ مخطط التدخل في شؤون بعض دول المنطقة حتى أصبحت في الفترة الحالية تتحكم بقرار الدول التي أصبحت تتبع لطهران حاليًا.
وكشف سفير الأردن السابق لدى طهران بسام العموش عن تفاصيل مشروع إيران للتغلغل في المنطقة حتى أصبح الأردن من ضمن ذلك المخطط المشبوه حيث كانت عمّان الهدف الخامس لإيران بعد إسقاطها لعدة عواصم عربية كبيروت وصنعاء ودمشق وبغداد.
وأكد العموش، أن إيران تقدمت بعرض للسلطات الأردنية يكمن في إقامة مطار في الكرك وتمويله بشكل كامل تحت ذريعة خدمة السياحة الدينية في خطة طُبقت في اليمن والعراق وسوريا ولبنان عبر إنجاح تصدير الثورة من الملالي الإرهابي لتلك الدول في خطة مزدوجة تشمل السياحة الدينية والاستثمار الاقتصادي ما يشكل جسر شرعي لعبور الحرس الثوري الإيراني لتلك الدول وهو ما كانت إيران تخطط لتنفيذه في الأردن.
وأوضح الدبلوماسي الأردني الكبير، أن إيران عرضت الحصول على مشروع جر مياه الديسي وتصدير عمال إيرانيين للعمل فيه، في خطة تهدف أيضًا لإدخال الحرس الثوري داخل معسكرات مجمعة بهدف تنفيذ مخطط إشهار أسلحتهم ضد الشعوب كما حدث في الشعوب التي أصبحت بهوى إيراني خلال الفترة الحالية.
وتمتلك إيران تاريخ أسود في التدخل بالشأن البحريني حيث مرت الأطماع الخمينية الإيرانية في البحرين بعدة محطات تاريخية بدأ بطلب إيران بضم أراضي البحرين في عام 1968، كما دعمت طهران محاولة انقلاب مسلح في البحرين خلال عام 1981 إلا أنه تم إحباطه فيما بعد.
كما وصل التدخل الإيراني في الشأن البحريني إلى مرحلة خطيرة عبر تشكيل تنظيم سري تحت مسمى “حزب الله” لقلب نظام الحكم وذلك خلال عام 1996، حتى تطور الأمر إلى المواجهة المسلحة بين خلايا إيران ورجال الأمن في البحرين وأسفرت عن استشهاد 19 من الشرطة البحرينية.
ولم تكتفي إيران بذلك إلا أنها حاولت إدخال الأسلحة والمتفجرات عبر خلاياها في عام 2013، كما استدعت المنامة القائم بالإعمال الإيراني لديها، احتجاجًا على تصريحات المدعو خامنئي في 2015 والتي اعتبرتها المنامة “إساءة للمملكة وشعبها”، حتى صدر في عام 2016 أحكام رادع ضد مؤسسي “حزب الله البحريني” الموالي لإيران.
وفي السياق ذاته نجح الملالي في تكوين أذرع مشبوهة له في عدة دول لعل أبرزهم حزب الله في لبنان، وميليشيات الحوثي في اليمن، والحشد الشعبي في العراق.
ونشأت الميليشيات الحوثية داخل في اليمن في تسعينات القرن الماضي، على يد بدر الدين الحوثي المرشد الديني للجماعة وقتها والذي كان يتبع للملالي فكريًا ونهجًا.
وظل الحوثي يعمل سرًا في اليمن حتى نجح في استقطاب الشيعة بالبلاد ووثق علاقته مع نظام الملالي الإرهابي حتى ظهرت الميليشيات كمعارضة للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، حتى شاركوا مع إخوان اليمن في الثورة ضد نظام صالح ونجحوا في إسقاطه.
واستغلت الميليشيات الفراغ السياسي في اليمن وحالة الربيع العربي حتى اقتحمت عدة محافظات يمنية منها عدن وصنعاء بقوة السلاح إلا أنها أصبحت متحكمة في الفترة بمعظم محافظات شمال اليمن.
وتُعد الجماعة الحوثية الإرهابية استنساخ لتجربة حزب الله في لبنان، والذي تم تدشينه في ثمانينات القرن الماضي، تحت ستار أكذوبة مُحاربة العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأصبح حزب الله المتحكم الرئيسي في دولة لبنان عبر الهيمنة على تشكيل الحكومات وسط مخاوف من ترشح أحد قيادات الحزب على رئاسة لبنان في ظل تولي قيادات ميليشيات حسن نصرالله بنفسهم المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية في الوقت الذي يدعي حزب الله مُحاربة إسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس.
أما في العراق أصبحت الميليشيات المسلحة الموالية لإيران المتحكمة في المشهد السياسي وبخاصة بعد الغزو الأمريكي لبلاد الرافدين في بداية القرن الجديد، إلا أن المشهد أصبح قريبًا من قلب الطاولة على الفصائل الإيرانية وأذرعها السياسية لعل أبرزها ما يُسمى بالإطار التنسيقي الموالي لإيران بالعراق.