مناهضون
في مشهد يعكس هشاشة نظام الأسد وتراجع نفوذ حلفائه، شنت قوات المتمردين السوريين بقيادة هيئة تحرير الشام هجومًا مباغتًا على مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، هذا الهجوم الذي كشف عن ضعف الميليشيات الإيرانية والجماعات الموالية لطهران، يمثل ضربة قاسية لإيران ويعيد رسم المشهد العسكري في سوريا.
تفاصيل الهجوم:
أعلنت هيئة تحرير الشام ليلة أنها وسعت سيطرتها داخل حلب عقب هجوم بدأ يوم الأربعاء، في خطوة هزت قبضة النظام على المدينة.
وتزامن هذا الهجوم مع استمرار الضغط المحلي والدولي على الأسد، الذي يعتمد بشكل كبير على الميليشيات الإيرانية والجماعات التابعة لها مثل حزب الله، والتي أصبحت هدفًا رئيسيًا للغارات الجوية الإسرائيلية خلال العام الماضي.
ضعف ميليشيات إيران في سوريا:
ويبرز الهجوم الأخير تراجع قدرة الميليشيات الإيرانية على الدفاع عن مواقعها، بعدما كانت تشكل دعامة أساسية لبقاء نظام الأسد. الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا، إضافة إلى الضربات في لبنان، أضعفت بشكل كبير هذه الجماعات التي طالما اعتمد عليها النظام لقمع المعارضة.
حيث تشكل حلب نقطة استراتيجية في الصراع السوري، حيث شهدت واحدة من أشرس المعارك في عام 2016 عندما استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بدعم جوي روسي وميداني من ميليشيات إيران.
ولكن الهجوم الأخير للمتمردين يكشف عن تحول جذري في ميزان القوى، إذ تمكن المتمردون من ضرب مناطق يسيطر عليها النظام، في تحدي واضح لنفوذ إيران داخل المدينة.
تركيا والمشهد المعقد:
ورغم دعم أنقرة لبعض الفصائل المعارضة في سوريا، إلا أن تأثيرها على هيئة تحرير الشام يظل محدودًا.
ومع ذلك، فإن تركيا تحاول موازنة دعمها للمعارضة مع ضمان استقرار حدودها، وهو ما يزيد من تعقيد الدور الإيراني المتراجع في المنطقة.
ويأتي ذلك في ظل الخسائر الأخيرة لحزب الله في لبنان على يد إسرائيل والتي انتهت في نهاية المطاف للرضوخ إلى اتفاق يلملم أوراقه بل وصوره على أنه انتصار، إلا أن ذلك بالطبع سيؤثر على وجوده في سوريا كما كان في السابق، حيث أعلن حسن نصرالله إبان الحرب الأهلية السورية وجود عناصره في سوريا تحت ذريعة محاربة الإرهاب إلا أن تسبب في قتل الأطفال والنساء والصغار للحفاظ على حليف إيران بشار الأسد.