مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

مسارات تهريب للنفط والأسلحة.. ماذا يفعل الحوثي في السودان؟

مناهضون

 

شهدت الساحة الإقليمية مؤخرًا ظهور دلائل على تواصل جماعة الحوثيين اليمنية مع مجلس السيادة الانتقالي في السودان، في ما يبدو تحالفًا عمليًا جديدًا يهدف إلى تأمين مسارات لوجستية بحرية غير مشروعة للنفط والأسلحة.

هذه التطورات، التي بدأت تظهر منذ أواخر 2024، قد تعيد تشكيل خريطة النفوذ في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، وتضع الملاحة البحرية الدولية أمام تهديدات متزايدة.

 

ـ مسارات النفط والوقود:

تحليلات بيانات تتبع السفن تشير إلى أن موانئ سودانية، وعلى رأسها ميناء بورتسودان، تُستخدم كمسار خلفي لإيصال النفط والوقود إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

ففي أكتوبر 2025، وثّق مراقبون تحركات ناقلات نفط غادرت بورتسودان متجهة نحو ميناء الحديدة، ما أثار جدلاً حول احتمال تورط السلطات السودانية في تسهيل وصول موارد مالية وجيوسياسية لجماعة مصنّفة أمريكيًا كمنظمة إرهابية.

 

ـ ضربات أمريكية وإسرائيلية لوقف تدفق الموارد:

في سياق مواجهة التهديد الحوثي، كثفت الولايات المتحدة وإسرائيل ضرباتهما الجوية خلال الأشهر الستة الماضية.

حيث ركزت العمليات الأمريكية على تعطيل قدرات الحوثيين في الطائرات المسيّرة والصواريخ، بينما استهدفت إسرائيل قادة الجماعة ومنشآتها الحيوية، ما أسفر عن تدمير واسع في ميناء الحديدة، ومحطة رأس عيسى، وصوامع الصليف، ما ألحق أضرارًا كبيرة بمنظومة النفط والوقود، أحد المصادر الأساسية للإيرادات الحوثية.

واستكملت واشنطن جهودها بفرض عقوبات مالية على شبكات تسهل وصول الجماعة إلى النظام المالي الدولي عبر تجارة مشتقات النفط.

 

ـ دور شبكات سودانية ويمنية في تهريب النفط:

يشير الباحث ثيودور كاراسيك إلى أن عناصر في بورتسودان جزء من “شبكة بحرية تضم الحوثيين وشركاء تجاريين سودانيين”، تعتمد على عمليات تفريغ ونقل عبر موانئ متعددة لتمرير شحنات وقود، بعضها إيراني المنشأ.

وتوضح وزارة الخزانة الأمريكية أن هذه العمليات تشمل تجارًا يمنيين ينسقون عمليات الاستيراد لصالح الجماعة، في حين يُعدّ النفط الإيراني المصدر الأكبر للمنتجات التي تصل إلى الحوثيين، حيث بلغت قيمة شحنات النفط في يوليو 2025 نحو 12 مليون دولار، وفق وثائق منشورة.

 

ـ التحالف الاستراتيجي بين الحوثيين والسودان:

ويشير تحليل أجراه الباحث جوليد أحمد من معهد الشرق الأوسط إلى أن العلاقة بين الحوثيين والسودان قائمة على “انتهازية متبادلة”، حيث توفر الخرطوم ممرًا لإعادة بيع النفط الخام من جنوب السودان إلى الحوثيين، بما يسهل تهريب النفط والأسلحة الإيرانية نحو اليمن والقرن الإفريقي.

هذا التحالف لا يقتصر على التنسيق التكتيكي، بل يمثل في بعض تحليلات الخبراء بداية “محور مصالح” في البحر الأحمر، قد يعيد تشكيل مشهد الطاقة والأمن الإقليمي عبر شبكات غير مشروعة.

 

ـ التحديات والتهديدات:

على الرغم من صعوبة تأكيد مسارات السفن بدقة بسبب عمليات تشويش نظام تحديد المواقع العالمي، يرى محللون أن التتبع الإضافي قد يكشف طرقًا ومسارات أدق.

ويصف كاراسيك هذه العمليات بأنها “تجارة نفطية محدودة النطاق” تستخدم ناقلات بضائع وكيماويات وغاز في “لعبة قذائف” لتضليل أنظمة المراقبة.

وتحذر التحليلات من أن تجاهل واشنطن والجهات الدولية لهذه التطورات قد يسمح بتوسع الحوثيين في البحر الأحمر، مما يزيد التهديد على الملاحة الدولية، في ظل استمرار سيطرتهم على السواحل اليمنية وتزايد نفوذ القوات السودانية على الضفة الغربية للبحر ذاته.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *