مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

أسرار تحت الأرض؛ الملف الأسود للبرنامج النووي الإيراني

مناهضون

على مدى عقود، تشكلت حول البرنامج النووي الإيراني شبكة معقّدة من الحقائق والظنون والقرارات السياسية والاستخباراتية التي تجعل من فهمه مهمة عسيرة ومحمّلة بالمخاطر. هذا الملف يقدم دراسة موسعة تجمع بين السرد التاريخي والتحليل الفني والسياسي والاستخباراتي، مع جداول زمنية مركزية لحوادث الاغتيال والاختراقات السيبرانية والارتفاع المتوالي في مستويات التخصيب. 

 

المقدمة:


السياق العام وتحوّل المسار:

ما بدا في الستينيات والسبعينيات مشروعاً مدنياً لتوليد الطاقة والبحث العلمي تغيّر بعد الثورة عام 1979 ليصبح مشروعاً استخبارياً‑استراتيجياً يختلط فيه العلم بالأمن والسياسة. فبعد مرحلة الدعم والتعاون التقني الغربي، انطلقت إيران في بناء قدرة محلية اعتمدت على الجامعات ومؤسسات الدولة والعسكر، ومع ربط واضح بين البرنامج والهيئات العسكرية؛ وظهرت شبكة من المختبرات والمرافق تعمل بدرجات متفاوتة من السرية والحماية. الاتفاق النووي عام 2015 مثل محطة تحول دولية حاولت كبح جزء من هذا المد عبر قيود فنية وسياسية، لكن الانسحاب الأمريكي الأحادي في 2018 أعاد الملف إلى دائرة عدم الثقة والتصعيد المتدرج، وبرز مفهوم «القدرة العتبية» الذي يصف وضعاً تقنياً يجعل إيران أقرب إلى إمكانية إنتاج مواد ذات صلة عسكرية لو اتخذ القرار الداخلي ذلك. بين 2022 و2025 تفاقمت مؤشرات رفع التخصيب، تضاعف مخزون اليورانيوم المخصب، وتكثّفت حالات التخفي والتعتيم على مواقع حساسة، فواجه المجتمع الدولي تساؤلات مقلقة عن مسار البرنامج وسبل منعه دون دفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.

 

الخط الزمني المركّز:

الملف النووي الإيراني شهد مراحل متسارعة من التحوّل: تأسيس مدني في ستينيات‑سبعينيات، انقلاب سياسي بعد 1979 أعاد توجيه البرنامج للخدمة الاستراتيجية، ثم انكشافات وتسريبات في أواخر التسعينيات وبدايات الألفية دفعت لعقوبات وللمفاوضات الدولية. القرن الحادي والعشرون شهد تحوّلات جديدة بدءاً من الهجوم السيبراني الشهير Stuxnet في 2010، مروراً بسلسلة اغتيالات علماء خلال 2010‑2012، وصولاً إلى اتفاق 2015 ثم الانسحاب الأمريكي 2018 وما تلاه من تراجع طهران عن بعض الالتزامات وإعادة نشر قدرات تخصيب متطورة. في 2020 حدث اغتيال محسن فخري‌زاده في عملية أثارت صدى دولياً، وفي 2022–2025 ظهر تصاعد ملموس في نسب التخصيب وتكرار حوادث التخريب والقرصنة، وفي منتصف 2025 ظهرت تقارير عن ارتفاع التخصيب إلى نحو 60٪ وتكثيف استهداف الكفاءات العلمية.

 

المنشآت ووظائفها:

البرنامج الإيراني مبني على شبكة متكاملة من مرافق ذات وظائف متمايزة، كل منها يمثل حلقة في سلسلة الوقود أو مركزًا للبحوث والهندسة.

نطنز (Natanz): تُعَدّ قلب صناعة الوقود. تجمع خطوط متقدمة من أجهزة الطرد المركزي في قاعات واسعة، وتعمل كمركز لتجميع وإدخال وتعديل أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى فرق أبحاث لتحسين كفاءة التشغيل. أي اضطراب في نطنز يترجم سريعًا إلى فقدان معدل إنتاجية على مستوى سلسلة الوقود.

فوردو (Fordow): تقع داخل جبل وهي مصممة لتوفير حماية عالية من الضربات الجوية التقليدية. وجودها يقلص نافذة التعرض العملي ويحسّن من قدرة الحفاظ على عمليات حساسة تحت ضغط. كما أنها تؤثر في مفهوم «العتبة» بتقليل الزمن اللازم لتحويل مخزون من درجة منخفضة إلى درجات أعلى.

آراك (Arak): مفاعل أبحاث مرتبط بقدرات المياه الثقيلة؛ القلق الدولي حوله يعود إلى إمكانية مسار إعادة المعالجة لإنتاج بلوتونيوم. الترتيبات الدولية سعت لتقليل هذا الاحتمال عبر تعديلات على قلب المفاعل وإجراءات رقابية.

بوشهر (Bushehr): مفاعل مدني تجاري بتقنية روسية، ويُعدّ التسبب في حادث فيه ذا تبعات إنسانية وسياسية كبيرة، نظرًا لوجود تقنيات أجنبية ومتعاونين دوليين، مما يضع حاجزًا سياسياً أمام أي خيار عسكري واسع يستهدف هذا المرفق.

أصفهان ومراكز التحويل: تشمل معامل لتخصيب أولي ومراكز لتحويل المواد إلى أشكال مناسبة للدخول في مراحل لاحقة. تُعدّ هذه الشبكة دعامة لخطوط الإنتاج ولاستمرارية الإمداد.

كل منشأة تملك نسقًا دعمياً من المختبرات، مراكز الاختبار، مستودعات الوقود، شبكات نقل وقياس، ومراكز تحكم. أثر أي استهداف متعمد للمرافق أو الطواقم الإدارية والفنية ينعكس في القدرة الشاملة للبرنامج على الاستمرارية والتطوير.

 

مشهد التخصيب والمخزون:

تعتمد قدرة أي بلد على الاقتراب من «العتبة» على ثلاثة مؤشرات متبادلة التأثير: نسبة التخصيب (مقدار نِسَب U‑235)، حجم المخزون، ونوع أجهزة الطرد المركزي المستخدمة. الوصول إلى مستويات تقارب 60% يُقارب إيران تقنياً من القدرة على إنتاج مواد لها علاقة عسكرية، لكن هذا لا يعني تلقائياً تصنيع سلاح؛ إذ يتطلب ذلك حلقات إضافية: تحويل المادة إلى شكل قابل للتكثيف السريع، تصميم حزمة متينة، اختبارات سبوتية، وتجهيزات تحكّم وملاحة يجب إدراجها في هندسة السلاح. ومع ذلك، توافر مخزون كبير من اليورانيوم المخصب وأجهزة طرد مركزي متطوّرة يقلّص الزمن اللازم للتحوّل التقني إذا صدر القرار السياسي، وما يجري حتى 2025 يعكس وضعاً يقترب منه؛ وهو ما يفسّر التصعيد الدولي والعمليات السرية الرامية لتأخير أو تعطيل المسار.

 

 العلماء المستهدفون؛ جرد وتحليل:

قائمة العلماء الذين استُهدفوا ليست مجرد أسماء بل خريطة وظائفية للبرنامج: كل عالم كان يمثل مركزاً معرفياً أو مشروعاً تقنياً أو حلقة لوجستية في السلسلة العلمية. الإضرار بتلك الرؤوس لا يقضي على المعرفة وحدها لكنه يفرغ المؤسسات من قياداتها ويخلق فجوات تنظيمية تضعف القدرة على التخطيط طويل الأمد، وتزيد حتمية اللجوء إلى إجراءات أمنية مكلفة تسحب موارد من البحث العلمي. بين الضحايا الأبرز: مسعود علي‑محمدي (2010) الذي قُتل بانفجار عبوة ناسفة أمام منزله، ماجد شهرياري (2010) الذي استهدف بتفجير سيارته أثناء عمله في مشاريع تابعة لمنظمة الطاقة الذرية، داريوش رضائينجاد (2011) الذي قُتل بإطلاق نار أمام منزله، مصطفى أحمدي روشن (2012) الذي اغتيل بقنبلة مغناطيسية أثناء عمله في نطنز، ومحسن فخري‌زاده (2020) صاحب الدور المركزي في ما عُرف بمشروع «آماد»، وكذلك مجموعة علماء بارزين ذُكرت أسماؤهم في سياق استهدافات 2025 من بينهم باحثون إداريون وتقنيون لعبوا أدواراً حاسمة في تصميم الأجهزة والبرمجيات ونظم التحكم. أثر هذه السلسلة كان مباشراً في تباطؤ مشاريع مركزية وزيادة العزلة التقنية، بينما عكست في المقابل هشاشة قدرة النظام على حماية كوادره الحيوية.

 

 الحرب السيبرانية؛ أدوات وتأثيرات:

أثبتت حادثة Stuxnet عام 2010 أن البرمجيات الخبيثة يمكن أن تصل إلى مستوى موازٍ لقوة نارية حقيقية، وأن تعطيل خطوط التحكم الآلي لأجهزة الطرد المركزي يؤدي إلى خسائر تشغيلية ضخمة وتأخيرات سنوات في أفضل التقديرات. منذ ذلك الحين اعتمدت الأطراف الفاعلة تقنيات متقدمة تتراوح بين برمجيات استغلال ثغرات، تلاعب في نظم التحكم الصناعي، تسريبات معلوماتية، وحملات تضليل إعلامي تُفقد النظام ميزة السرية. الهجمات السيبرانية لا تحتاج إلى تدمير مباشر للموقع لخلق أثر استراتيجي، فتعطيل منظومة قياس دقيق أو تسريب موجة من البيانات الحساسة قد يُدمّر قدرات البحث أو يجعل البيئات غير آمنة للعمل، ما يدفع لإعادة هيكلة شبكات العمل وتقليل التعاون الدولي العلمي.

حسناً، يمكننا إدراج ملحق فرعي يركّز على «حرب الاثني عشر يوماً بين إيران وإسرائيل (يونيو 2025)» وما قاله ترامب مؤخرًا، ودمجه في سياق تحليلي ينسجم مع الملف الأسود للبرنامج النووي. فيما يلي نص مقترح مضاف — يمكنك تضمينه بعد القسم “السيناريوهات” أو ضمن “شبكة العلاقات الدولية وتداخل المصالح” — بصيغة صحفية‑تحليلية تتماشى مع الأسلوب العام:

 

حرب 12 يوماً بين إيران وإسرائيلسياق الحرب وأحداثها الرئيسة:

بين 13 و24 يونيو، شنت إسرائيل ضربات على منشآت نووية وعسكرية في نطنز وفوردو وإصفهان، وردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار. قُتل 28 شخصًا في إسرائيل، و935–1,190 قتيلًا في إيران بحسب المصادر الرسمية والمستقلة. استخدمت إيران ذخائر عنقودية في مناطق مدنية، ما أثار انتقادات حقوقية. انتهت الحرب بوساطة دولية أمريكية وقطرية لوقف إطلاق النار.

كانت الحرب محطة اختبار حادة للبرنامج النووي الإيراني، أظهرت هشاشة الكيانات الدفاعية وضغطت على إيران لإعادة ترتيب مواقعها وتقوية التحصينات، بينما دفعتها في الوقت نفسه لتسريع التخصيب بعد الحرب. داخليًا، استغلت الحكومة الحرب لتشديد الرقابة واعتقال 21,000 مشتبه به.


تصريحات ترامب:

بعد الحرب، وصف ترامب الضربات على ثلاث منشآت نووية بأنها «مُدمّرة تمامًا»، وأكد إمكانية تكرارها إذا اقتضت الحاجة، ودعا إيران لإلغاء أي تخصيب. كما أعلن سياسة “الضغط الأقصى” ضد أي نشاط نووي يهدد الاستقرار، وأثار جدلًا حول احتمال إعادة اختبارات نووية أمريكية لتعزيز الردع.

 

الأثر الاستراتيجي على الملف النووي والعلاقات:

هذه الحرب القصيرة كانت في الواقع محطة اختبار حادة للنظام الایراني؛ فأولًا، إنها رسالة ردعية: استهداف أمني مباشر لمنشآت التخصيب يُظهر أن قدرة الردع تجاه طهران ليست افتراضية فقط، بل يُمكن تنفيذها إذا ترافق القرار السياسي.

ثانيًا، الضغط على إيران تجاوز حدود العقوبات والدبلوماسية إلى ضرب فعلي، ما دفع طهران إلى إعادة ترتيب بعض مواقعها وتقوية مواقعها المحصنة لرد الفعل، وربما جعلها أكثر تكتّماً مستقبلاً.

ثالثًا، في بعض التقديرات، سمح الهجوم مؤقتًا بتعطيل بعض قدرات التخصيب أو التصنيع النووي المتقدم، لكنه أيضاً حرض إيران على التصعيد في تخصيبها بعد الحرب. (IISS)

رابعًا، من الناحية الداخلية، استخدمت الحكومة الإيرانية الحرب لتشديد القبضة الأمنية، وبدأت حملة ملاحقات داخلية واسعة: أُعلن عن اعتقال 21,000 مشتبه به خلال الحرب، مع التوسع في نقاط التفتيش والمراقبة الشعبية. (Reuters)

خامسًا، الحرب أظهرت مدى هشاشة بعض الكيانات الدفاعية الإيرانية في مواجهة ضربات دقيقة وكبيرة، ما قد يفرض تكاليف باهظة على أي قرار للتصعيد. (warontherocks.com)

تصريحات ترامب الأخيرة ومواقف الولايات المتحدة:

عقب الضربات على إيران في يونيو، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة قد شنت ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية (نطنز، فوردو، وإصفهان)، واصفًا إياها بأنها “مُدمّرة تمامًا” (obliterated). (The Guardian)

قال أيضًا إنه “إذا اقتضت الحاجة، سنفعلها مرة أخرى” (We will do it again, if necessary)، مما يوحي بأن استهداف إيران قد يكون خيارًا دائمًا مطروحًا في السياسة الأميركية الجديدة تجاه النووي الإيراني. (euronews)

في كلمة ألقاها في الكنيست الإسرائيلي، حاول إضفاء نبرة دبلوماسية قائلاً: «اليد الصديقة متاحة، وإذا أرادت إيران إبرام صفقة، فلتفعلها»، لكنه في الوقت نفسه أقر بأنه يوسّع الضغط ويطالب الإيرانيين بـ«استسلام تقني» من خلال إلغاء أي تخصيب. (Al Jazeera)

من جهة أخرى، في تصريحات مستقلة، أعلن ترامب أنه لن يتردد في قصف إيران مرة أخرى إذا ظهرت أدلة تُظهر أنها لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم بمستويات مقلقة. (Politico)

كما استعاد ترامب سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران، معلناً أن أنشطة طهران الإرهابية أو التي تهدّد الاستقرار لن تُمر بلا رد، خصوصًا فيما يتعلق بملفها النووي. (Reuters)

وأخيرًا، تصريحات ترامب بشأن احتمال إعادة الولايات المتحدة لإجراء اختبارات نووية أثارت موجة من الجدل، إذ ربط بعض المحلّلين بين هذه الخطوة ورغبة في إعادة فرض هيمنة الردع النووي في المحيط الدولي، بما قد يؤثر على القدرة التفاوضية الأميركية تجاه إيران. (PBS)

شبكة العلاقات الدولية وتداخل المصالح:

السياسات الدولية تجاه الملف كانت متباينة؛ إسرائيل اعتمدت استراتيجية هجومية سرية لمحاولة إطالة أمد التأخير وخلق كلفة عملية على استمرار البرنامج، بينما عملت روسيا على تعميق الشراكات المدنية عبر اتفاقيات تقنية كما بدا في مذكرة تفاهم مع «روساتوم» لبناء مفاعلات صغيرة والحلول التقنية لصناعة الطاقة حتى 2040، ما يجعل من محاولات العزل الدولي أكثر تكلفة ويعطي طهران غطاءً فنياً أعمق. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تظل الفاعل الرقابي الأساسي لكنّ فعاليتها مقيدة بقدرات التحقق في وجه سياسات التعتيم الإيرانية، وتمارس أوروبا والولايات المتحدة توازناً بين أدوات الضغط والعقوبات والمسارات الدبلوماسية، بينما يبقى الخطر الأكبر في تحوّل الملف إلى نقطة اشتباك تُجرّ المنطقة إلى سباق تصعيد لا تُحمد عواقبه.

 

تقييم المخاطر والسيناريوهات:

صاغ التحليل ثلاثة سيناريوهات متمايزة للمستقبل القريب والمتوسط والطويل:

أولاً: السيناريو القصير (6‑24 شهراً) الذي يتميز بقدرة إيران على تعزيز مستويات التخصيب واستدامة «القدرة العتبية» دون إعلان عن تصنيع سلاح، مع ضغوط دبلوماسية متزايدة وعمليات استخباراتية مضادة قد تستمر على مستوى استهداف الكفاءات وإرباك سلاسل الإمداد.


ثانياً: السيناريو المتوسط (1‑3 سنوات) حيث توسّع التعاون المدني والتقني مع روسيا ودول شريكة قد يمنح إيران هامشاً تقنياً أكبر يصعّب جهود الضغط من دون تداعيات جيوسياسية كبيرة، ما يرفع تكلفة الخيارات العقابية والعسكرية على المجتمع الدولي.


ثالثاً: السيناريو الطارئ أو المتطرف الذي يشمل ضربة عسكرية واسعة تستهدف منشآت عاملة خصوصاً بوشهر أو مواجهة مباشرة مع دولة ذات إمكانيات هجومية عالية، وهذا السيناريو يحمل مخاطر إشعاعية وإنسانية وسياسية ضخمة، وقد يُطلق سلسلة ردود انتقامية ونزاعات إقليمية شديدة التعقيد يصعب احتواؤها.

 

جدول زمني مرجعي للاغتيالات والحوادث السيبرانية:

هذا الملخّص يذكر بعض المحطات المفصلَة: 2010 اكتشاف Stuxnet واغتيال مسعود علي‑محمدي وماجد شهرياري، 2011 اغتيال داريوش رضائينجاد، 2012 اغتيال مصطفى أحمدي روشن، 2015 اتفاق JCPOA، 2018 الانسحاب الأمريكي، 2020 اغتيال محسن فخري‌زاده، 2021–2024 موجات تخريبية وسيبرانية متقطعة، ونصف 2025 تقارير عن تصاعد التخصيب إلى نحو 60% مع استهداف مجموعة من العلماء البارزين.

 

اخرائط وصفية لوظائف المنشآت (نصية):

نطنز تنظم خطوط إنتاج مكوّنة من صفوف متقدمة من أجهزة الطرد المركزي، كل خط يضيف قدرة تخصيبية، وهناك خطوط اختبار لأنظمة التبريد والتحكم. فوردو عبارة عن مرافق داخلية صخرية مقاومة للهجمات، مزوّدة بمنظومات تبريد احتياطية ومخارج طوارئ تضمن استمرار عمليات التخصيب في ظروف الضغط، آراك بمفاعل المياه الثقيلة يحتاج لإدارة دقيقة لمنع أي مسار لإعادة المعالجة، وبوشهر كمفاعل مدني بوجود تقنيات روسية يمثل التزاماً دولياً من نوع مختلف لأن التعرض له يجرّ تبعات سياسية عالمية فورية، أما معامل أصفهان ومراكز التحويل فهي خطوط داعمة حيوية لتكامل سلسلة الوقود.

 

توصيات عملية وسياسية:

أولاً تعزيز آليات المراقبة الدولية عبر صيغ تفاوضية تُمكّن من صلاحيات تحقق فنية غير قابلة للتسييس، مع ضمانات تنفيذية واضحة. ثانياً تطوير استراتيجيات إقليمية دفاعية منسقة تقلل الحاجة إلى ضربات هجومية وتخلق هامشاً دبلوماسياً أوسع. ثالثاً تبنّي مقاربة تقنية‑اقتصادية تقلّل الحافز السياسي لامتلاك «قدرة عتبية» عبر تقديم بدائل طاقة مدنية قابلة للتطبيق ومزايا اقتصادية ملموسة للشعب الإيراني. رابعاً برامج حماية للعقول العلمية (آليات لجوء علمي محمي ودعم للخروج الآمن للخبرات في حالات الخطر). خامساً استمرار بناء قدرات سيبرانية‑دفاعية لدى الدول المعنية للحد من فعالية الهجمات المضادة مع خطوط اتصال سرية لتقليل مخاطر التصعيد غير المقصود.

 

الخاتمة:

البرنامج النووي الإيراني ليس مجرد سلسلة مشاريع فنية؛ إنه مرآة لطبيعة النظام السياسي ذاته، ولطموحات سياسية تستغل العلم كورقة ضغط لاستدامة سلطة داخلية وخارجية. اغتيالات العلماء، التخريب المستمر والتعتيم المتبادل ليست حلقات عابرة من صراع تقني، بل أدوات سياسات سلطوية تستعمل المعرفة كوسيلة للهيمنة. مواجهة هذا الملف تتطلب إذن استراتيجيات متعددة الأبعاد تجمع بين المراقبة الفنية الحثيثة، الضغوط الدبلوماسية الذكية، وتقديم بدائل اقتصادية وتقنية تقلل من الحافز لامتلاك قدرة عتبية، لأن احتواء المخاطر ليس أمراً فنيًا محضًا بل سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً أيضاً. إن حماية حياة الباحثين المدنيين، ضمان الشفافية، وخلق مسارات سلمية لتطوير الطاقة يجب أن تكون في صميم أي سياسة فاعلة على المدى المتوسط والطويل.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *