مناهضون
تُعد منطقة جرف الصخر جنوب بغداد أحد أكثر الملفات العراقية حساسية وغموضًا منذ عام 2014، بعد أن تحولت من منطقة زراعية يسكنها عشرات الآلاف من المدنيين إلى قاعدة عسكرية مغلقة بالكامل تديرها فصائل مسلّحة مرتبطة بإيران.
وبالرغم من إعلان تحريرها من تنظيم داعش، فإن سكانها لم يُسمح لهم بالعودة حتى اليوم، ما جعل جرف الصخر رمزًا صارخًا لعمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي، ولتحوّل أراضٍ عراقية إلى مناطق نفوذ أمني واستخباراتي خارج سيطرة الدولة.
ـ جرف الصخر وأهميتها الاستراتيجية:
تقع جرف الصخر شمال محافظة بابل، على محور استراتيجي يربط بغداد بالمحافظات الجنوبية.
وتمتد على مساحة زراعية واسعة تُعرف بممرّ مثلث الموت، المُطل على طريق يربط العراق بسوريا والأردن.
وكانت قبل 2014 منطقة سكانية نشطة تضم أكثر من 80 ألف نسمة أغلبهم من العرب السنة.
ـ السيطرة الميدانية والتحول الأمني بعد 2014:
في أكتوبر 2014، أعلنت القوات العراقية وميليشيات الحشد تحرير جرف الصخر من داعش.
ولكن بدلاً من إعادة سكانها، تحولت المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة تُمنع حتى القوات النظامية من دخولها دون إذن.
كما أصبحت كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق والنجباء صاحبة النفوذ الفعلي هناك.
وتم إنشاء معسكرات كبيرة ومخازن أسلحة وصواريخ، بعضها موجه خارج العراق.
ـ انتهاكات موثقة وملامح تغيير ديموغرافي:
تهجير قسري كامل للسكان ومنعهم من العودة رغم مرور 11 عامًا على التحرير.
تقارير تتحدث عن حرق وثائق الملكية ومسح الهوية السكانية للمنطقة.
تسريبات أمنية عراقية وغربية تؤكد وجود سجون سرية ومراكز تدريب للحرس الثوري الإيراني.
المنطقة تُستخدم مركزًا لتأمين طرق الإمداد نحو سوريا ولبنان عبر الميليشيات.
ـ جرف الصخر كمركز تهديد للأمن الإقليمي:
تم رصد إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ انطلقت من محيط المنطقة باتجاه قاعدة عين الأسد والسعودية والأردن.
واشنطن وتل أبيب تعتبران المنطقة أخطر قاعدة إيرانية في العراق بعد الحدود السورية.
تُستخدم جرف الصخر كنقطة ارتكاز لأي تصعيد إيراني ضد القوات الأميركية أو دول الخليج.
ـ موقف الحكومة العراقية وردود الفعل الدولية:
الحكومات المتعاقبة تتحاشى فتح ملف جرف الصخر خوفًا من مواجهة مباشرة مع الحشد.
النواب المحليون يطالبون منذ سنوات بعودة النازحين، لكن جميع الطلبات أُجهضت.
غياب الموقف الدولي القوي يُسهّل تثبيت نموذج المناطق الخارجة عن الدولة.