مناهضون
تتصاعد في الآونة الأخيرة التساؤلات حول مستقبل زعيم جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن، عبد الملك الحوثي، في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة وتكرار مشاهد الاستهداف الإسرائيلي لقيادات حزب الله في لبنان، وآخرها العملية التي أودت بحياة حسن نصر الله، هذه التطورات تثير جدلاً واسعاً حول ما إذا كان الحوثي قد يلقى مصيراً مشابهاً، خاصة مع تزايد الحديث عن دور الجماعة في الصراع الإقليمي وارتباطها الوثيق بالمحور الإيراني.
ـ الحوثيون ذراع إيرانية في خاصرة الخليج:
يُعد الحوثيون أبرز حلفاء إيران في شبه الجزيرة العربية، إذ يشكلون ورقة ضغط أساسية في المنطقة، من خلال سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال اليمن، وقدرتهم على استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب.
هذا الدور يجعل عبد الملك الحوثي شخصية محورية بالنسبة لإيران، كما يجعله أيضاً هدفاً محتملاً لأي تحرك إقليمي أو دولي يسعى لتقليص نفوذ طهران.
ـ تجربة حسن نصر الله:
اغتيال حسن نصر الله أو استهدافه حمل رسالة سياسية وعسكرية واضحة وهي أن المرحلة المقبلة لا تحتمل بقاء قادة الميليشيات الموالية لإيران في مأمن.
وهذا ما يفتح الباب أمام سيناريو مشابه مع الحوثيين، خاصة أن عبد الملك الحوثي بات رمزاً للجماعة وصوتها الأعلى، وغيابه قد يُحدث هزة كبيرة في بنيتها التنظيمية.
ـ أوجه الشبه والاختلاف:
أوجه الشبه:
كلاهما يقود حركة مسلحة تدين بالولاء لإيران.
كلاهما يمتلك تأثيراً واسعاً في معادلة الصراع الإقليمي.
كلاهما يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل أو مصالحها وحلفائها.
أوجه الاختلاف:
نصر الله كان لاعباً أساسياً على حدود إسرائيل الشمالية، ما جعله في مرمى المواجهة المباشرة.
الحوثي ينشط أساساً في الساحة اليمنية والإقليمية البحرية، وهو بعيد جغرافياً عن إسرائيل، ما يقلل احتمالات استهدافه المباشر من قبلها.
الصراع في لبنان أكثر التصاقاً بمواجهة إسرائيلية مباشرة، بينما الصراع اليمني يتركز في إطار خليجي إقليمي.
ـ السيناريوهات المحتملة لمصير الحوثي:
1. الاستمرار كزعيم محصن: قد ينجو الحوثي من أي استهداف بفضل تحصنه في مناطق جبلية وعرة، واستخدامه استراتيجية التخفي التي عُرف بها منذ سنوات.
2. الاستهداف المباشر: في حال قررت إسرائيل أو الولايات المتحدة توسيع نطاق ضرباتها ضد وكلاء إيران، قد يصبح الحوثي على قائمة الأهداف.
3. التصفية الداخلية أو الانشقاقات: في ظل تزايد الضغط العسكري والاقتصادي، قد يواجه الحوثي تحديات داخلية من قيادات الجماعة نفسها إذا ما فُرضت تسويات سياسية إقليمية.
4. التوظيف كورقة تفاوض: إيران قد تفضل إبقاء الحوثي كورقة ضغط قابلة للتفعيل في أي مفاوضات دولية، ما يعني حمايته بشكل مضاعف.
