مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

ميليشيا الباسيج.. سنوات من القمع في الأحواز

مناهضون

 

 

منذ عقود، تعيش الأحواز حالة من القمع المستمر على خلفية هويتها العربية وطبيعتها الاجتماعية والثقافية المميزة، فقد اتخذ نظام الاحتلال الإيراني من ميليشيا الباسيج أداة مركزية للسيطرة على السكان وفرض سياساته القمعية، مستخدمًا القوة العسكرية، الملاحقات الأمنية، والضغط الاجتماعي بهدف تقييد الحريات.

 

فالباسيج لم تقتصر مهامها على الحفاظ على الأمن، بل تجاوزت ذلك إلى ممارسة سياسات ممنهجة لاستهداف الهوية الثقافية والعربية للسكان، وخلق مناخ من الخوف والترهيب.

 

 

نشأة الباسيج ودوره في إيران:

تأسست ميليشيا الباسيج في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979، لتكون ذراعًا شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني.

ومنذ تأسيسها، ارتكزت مهمتها على حماية الثورة الإسلامية من أي تهديد داخلي أو خارجي، لكن نشاطها توسع ليشمل القمع الداخلي والملاحقة السياسية للمعارضين.

في الأحواز، اتخذت الباسيج موقع القوة القمعية الأولى، مستهدفة العرب الأحوازيين بسبب مطالبهم المستمرة بحقوقهم الاقتصادية والثقافية، ولتأكيد السيطرة المركزية لنظام الاحتلال الإيراني على المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية.

 

 

– الأنشطة القمعية في الأحواز.. القمع السياسي والملاحقة الأمنية:

كانت الباسيج دائمًا في قلب استهداف النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. شملت أساليب القمع:

الاعتقالات التعسفية بدون تهم واضحة.

المحاكمات العسكرية غير العادلة.

التعذيب الجسدي والنفسي في السجون.

هذه السياسات هدفت إلى خلق بيئة من الخوف تمنع السكان من المطالبة بحقوقهم أو التعبير عن آرائهم بحرية.

 

ـ التضييق على الثقافة واللغة العربية:

الباسيج لعبت دورًا بارزًا في محاولات النظام الإيراني لمحو الهوية الثقافية لسكان الأحواز:

حظر اللغة العربية في المدارس والمؤسسات الحكومية.

منع إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية العربية.

مراقبة وسائل الإعلام المحلية ومنع نشر المواد الثقافية العربية.

هذا النهج تسبب في فقدان الأجيال الجديدة للارتباط بهويتهم الثقافية، وزرع إحساس بالاغتراب داخل المجتمع.

 

 

ـ القمع العسكري والعنف المباشر:

لم يقتصر دور الباسيج على القمع السياسي والثقافي، بل شمل أيضًا القمع العسكري المباشر:

مداهمات لمنازل النشطاء والسكان العاديين.

استخدام القوة المفرطة خلال الاحتجاجات والمظاهرات.

الاعتقالات الجماعية واستهداف الأحياء السكنية والأسواق.

أسفرت هذه العمليات عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، وخلقت مناخًا مستمرًا من الخوف والاضطراب النفسي بين السكان.

 

 

ـ قمع الانتفاضات والاحتجاجات:

تاريخ الأحواز مليء بالانتفاضات الشعبية ضد سياسات النظام القمعية، وفي كل مرة كانت الباسيج في الصفوف الأمامية لقمع هذه الاحتجاجات:

فض المظاهرات السلمية بالقوة المميتة.

اعتقال وإخفاء قادة الاحتجاجات والمطالبة بالحقوق.

ممارسة التضييق على العائلات والأقارب للضغط على المشاركين في الاحتجاجات.

كل هذه الإجراءات ساهمت في ترسيخ هيمنة نظام الاحتلال الإيراني على الأحواز وإضعاف أي مقاومة شعبية مستمرة.

 

– التأثير الاجتماعي والاقتصادي:

أسهم القمع المستمر في الأحواز في تكوين آثار سلبية واسعة النطاق على المجتمع المحلي:

التهميش الاقتصادي: حرمان السكان من فرص التعليم والعمل بسبب القيود الأمنية.

اضطرابات نفسية واجتماعية: انتشار حالة الخوف والقلق نتيجة المراقبة الدائمة والتهديد بالعنف.

التهجير القسري: دفع العديد من الشباب والأسر إلى الهجرة داخليًا أو خارجيًا بحثًا عن الأمان.

تفكك النسيج الاجتماعي: أثر العنف والملاحقات على العلاقات المجتمعية والثقة بين السكان.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *