مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الحشد الشعبي بين مخطط الهيمنة والحل.. من يفوز بمعركة كسر العظم بالعراق؟

مناهضون

 

يشهد العراق منذ سنوات جدلاً متصاعدًا حول مستقبل “الحشد الشعبي”، تلك القوة التي نشأت في ظروف استثنائية عقب اجتياح تنظيم “داعش” مساحات واسعة من البلاد عام 2014، ورغم أنها لعبت دورًا بارزًا في استعادة العديد من المناطق من قبضة التنظيم، إلا أن استمرار وجودها وتضخم نفوذها السياسي والعسكري يثير تساؤلات عميقة حول طبيعة دورها الحالي، بين من يرى فيها ضمانة للأمن القومي العراقي، ومن يعتبرها أداة للهيمنة وذراعًا إيرانية تهدد سيادة الدولة.

 

 

واليوم، يقف العراق أمام معادلة معقدة، أشبه بـ”معركة كسر العظم” بين مشروع يسعى لتكريس الحشد كقوة فوق الدولة، وآخر يعمل على احتوائه أو تفكيكه ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.

 

 

ـ الجذور والتأسيس:

تأسس الحشد الشعبي رسميًا بعد فتوى “الجهاد الكفائي” التي أصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني في يونيو 2014، كقوة متطوعة لمواجهة تنظيم داعش.

ولكن سرعان ما تحول الحشد من تشكيل تطوعي إلى مؤسسة شبه عسكرية تضم عشرات الفصائل، بعضها يرتبط عقائديًا وسياسيًا بإيران، ما أثار منذ البداية مخاوف داخلية وخارجية من تحوله إلى “دولة داخل الدولة”.

 

 

ـ الحشد بين الشرعية والازدواجية:

أُدمج الحشد قانونيًا عام 2016 ضمن القوات المسلحة العراقية، لكن عمليًا ظل يتمتع بخصوصية منفصلة، حيث يمتلك هيكلًا عسكريًا وولاءات سياسية تختلف عن المؤسسة العسكرية التقليدية.

التغلغل السياسي: لا يقتصر نفوذ الحشد على البعد العسكري، بل يمتد إلى المشهد السياسي والاقتصادي، إذ تمتلك بعض فصائله أحزابًا وكتلاً برلمانية وشركات اقتصادية، ما يعزز موقعه كلاعب لا يمكن تجاوزه.

 

 

ـ صراع الهيمنة:

إيران كفاعل رئيسي: تعتبر طهران الحشد الشعبي ركيزة أساسية في استراتيجيتها الإقليمية، ووسيلة لمد نفوذها في العراق ومواجهة الوجود الأمريكي.

واشنطن والغرب: ترى الولايات المتحدة أن استمرار الحشد بهذا الشكل يهدد استقرار العراق، وتحاول دفع بغداد لإضعافه أو دمجه بالكامل داخل المؤسسة العسكرية الرسمية.

الداخل العراقي: الانقسام واضح؛ بين قوى سياسية ترى في الحشد ضمانة بقاء وحماية للطائفة الشيعية ومكتسباتها، وأخرى تعتبره عائقًا أمام بناء دولة مؤسسات حقيقية.

 

 

ـ معركة كسر العظم:

الحكومة العراقية: تواجه معضلة مزدوجة؛ فمن جهة تخشى مواجهة مباشرة مع الحشد قد تهدد استقرارها الداخلي، ومن جهة أخرى تتعرض لضغوط داخلية وخارجية لتقييد نفوذه.

الحشد الشعبي: بدوره يسعى إلى تعزيز شرعيته عبر تصوير نفسه كحامٍ للعراق من الإرهاب والتحديات الأمنية، مع التشديد على دوره في “التوازن” مع القوى الأجنبية.

الشعب العراقي: يقف في المنتصف بين تقدير دور الحشد في قتال داعش، والقلق من تغوله على الدولة وتورطه في ملفات فساد وانتهاكات.

 

 

ـ السيناريوهات المحتملة:

التكريس والهيمنة: استمرار نفوذ الحشد كلاعب مهيمن على القرار العراقي، مع تعزيز ارتباطه بالمحور الإيراني.

الاحتواء والدمج: نجاح الدولة في إعادة هيكلة الحشد ودمجه تدريجيًا ضمن الجيش النظامي، ما يحد من استقلاليته.

التفكيك والتلاشي: ضغوط داخلية وخارجية قد تؤدي بمرور الوقت إلى تفكيك الحشد، إما بقرارات حكومية أو عبر صدامات داخلية.

التوازن الهش: بقاء الوضع الحالي دون حسم، بحيث يظل الحشد قوة قائمة لكن مضبوطة جزئيًا عبر تفاهمات داخلية وخارجية

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *