مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

تهجير الأحوازيين.. مخطط يتكرر مع أبناء غزة

مناهضون

 

 

لطالما كان التهجير القسري أحد أبرز أدوات الاحتلال في فرض سيطرته على الشعوب وإعادة تشكيل البنية الديموغرافية بما يخدم مصالحه، واليوم يتكرر هذا المشهد المأساوي في أكثر من بقعة جغرافية، حيث يعاني كل من أبناء الأحواز والفلسطينيين في غزة من سياسة التهجير المنهجية، التي تهدف إلى إضعاف وجودهم وتغيير واقعهم لصالح قوى الاحتلال.

 

فبينما يمارس نظام الاحتلال الإيراني ضغوطًا متزايدة لتهجير الأحوازيين من أراضيهم، تشهد غزة عمليات تهجير قسري عبر القصف المستمر والحصار الخانق الذي يدفع أهلها للفرار بحثًا عن الأمان.

 

 

التهجير القسري في الأحواز:

منذ احتلال إيران الأحواز عام 1925، اتبعت سياسات تهدف إلى تقليص الوجود العربي هناك، بداية من قمع الهوية العربية ومنع تدريس اللغة العربية، وصولًا إلى التغيير الديموغرافي القسري، ومن أبرز مظاهر هذه السياسات:

المشاريع الاستيطانية: تقوم سلطات الاحتلال الإيراني بنقل أعداد كبيرة من الفرس إلى الأحواز، مقابل تهجير العرب عبر المضايقات الأمنية والاقتصادية.

الحرمان من الموارد: تعمد إيران إلى نهب ثروات الأحواز، خاصة النفط والمياه، مما يترك السكان الأصليين في فقر مدقع ويدفعهم إلى النزوح القسري.

القمع والاعتقالات: تنتهج الأجهزة الأمنية الإيرانية أسلوب الاعتقالات التعسفية والإعدامات لإرهاب السكان ودفعهم إلى مغادرة أراضيهم.

نقل المياه خارج الأحواز: قامت إيران بتحويل مجرى نهر كارون، أهم مصادر المياه في الأحواز، إلى مناطق أخرى داخل إيران، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجفاف وانعدام سبل العيش، ما دفع الكثير من الأحوازيين إلى الهجرة القسرية.

 

 

غزة.. التهجير تحت القصف والحصار:

على الجانب الآخر، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة سيناريو مشابهًا، حيث تمارس إسرائيل ضغوطًا ممنهجة لدفع السكان إلى الهجرة، من خلال:

الهجمات العسكرية المتكررة: تتعرض غزة لحروب مستمرة وقصف مكثف يدمر البنية التحتية ويجعل الحياة شبه مستحيلة، مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن ملاذ آمن خارج القطاع.

الحصار الاقتصادي: منذ أكثر من 17 عامًا، تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة، مما يؤدي إلى نقص الغذاء والدواء والوقود، ويجعل من الصعب على السكان البقاء في بيئة غير صالحة للحياة.

استهداف الأحياء السكنية: في كل عدوان إسرائيلي، يتم استهداف المنازل والبنية التحتية بشكل متعمد، مما يجبر العائلات على ترك منازلها، إما للنزوح الداخلي أو محاولة الخروج من القطاع.

الضغط الإقليمي والدولي: هناك محاولات لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة القطاع عبر تقديم عروض تهجير إلى دول أخرى، وهي سياسة تتوافق مع الطموح الإسرائيلي لتفريغ غزة من سكانها.

 

 

التشابه في الأساليب والأهداف:

بالنظر إلى سياسة التهجير القسري في الأحواز وغزة، نجد تقاطعات واضحة في الأدوات المستخدمة والأهداف المرجوة، وأبرزها:

التغيير الديمغرافي القسري: سواء في الأحواز أو غزة، تسعى قوى الاحتلال إلى استبدال السكان الأصليين بوافدين جدد يخدمون مصالحها.

التجويع كأداة للتهجير: سواء عبر تدمير الاقتصاد الأحوازي أو فرض الحصار على غزة، يتم استهداف سبل العيش لدفع السكان إلى الهجرة.

استخدام العنف والقوة المفرطة: الاعتقالات والتصفيات في الأحواز، والقصف المكثف في غزة، كلها أدوات تستخدم لبث الرعب ودفع الناس إلى النزوح.

الجدير بالذكر أنه رغم اختلاف الاحتلالين، إلا أن معاناة الأحوازيين والفلسطينيين في غزة تتشابه إلى حد كبير، حيث يواجه الطرفان سياسة ممنهجة تهدف إلى اقتلاعهم من أراضيهم وطمس هويتهم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *