مناهضون
في الأحواز يعاني السكان من سياسات تمييزية ممنهجة من قبل سلطات الاحتلال الإيراني، حيث بات تلويث مياه الأنهار وسيلة خفية لممارسة القمع وإضعاف المجتمعات المحلية.
فقد عمدت إيران، على مدار العقود الماضية، إلى تنفيذ مخططات تهدف إلى تغيير الطبيعة البيئية للأحواز من خلال تحويل مجاري الأنهار، وتجفيفها، وضخ المياه الملوثة فيها، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الصحية والبيئية، وأثر بشكل مباشر على حياة السكان الأحوازيين.
تلويث مياه الأنهار:
تُعد أنهار الأحواز، مثل نهر كارون والكرخة والجراحي، شريان الحياة للمنطقة، حيث يعتمد السكان المحليون عليها في الزراعة والصيد والشرب، إلا أن سياسات الاحتلال الإيراني الممنهجة أدت إلى تلويث هذه الأنهار بشكل كارثي، من خلال تصريف النفايات الصناعية والكيماوية من المصانع التابعة للحرس الثوري، وإلقاء المياه العادمة في مجاريها، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة والتلوث البكتيري والكيماوي في المياه.
يضاف إلى ذلك عمليات تحويل مسارات الأنهار إلى المناطق الفارسية داخل إيران، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجفاف والتصحر في الأحواز، وجعل السكان يعتمدون على المياه المستوردة عبر صهاريج غير صالحة للشرب، مما تسبب في انتشار الأمراض بين المواطنين.
آثار بيئية وصحية كارثية:
أدت هذه الممارسات إلى تدمير الحياة البيئية في الأحواز، حيث تراجعت مساحات الأراضي الزراعية بشكل ملحوظ نتيجة ملوحة التربة، كما أدى التلوث إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، ما تسبب في انهيار قطاع الصيد الذي يعد أحد أهم مصادر الدخل للسكان المحليين.
وعلى الصعيد الصحي، تفاقمت حالات التسمم والأمراض الجلدية وأمراض الكلى بين الأحوازيين، بسبب استهلاك المياه الملوثة.
وقد سجلت المستشفيات المحلية ارتفاعًا حادًا في الإصابات بأمراض معوية خطيرة نتيجة تلوث مياه الشرب، في ظل غياب أي حلول حكومية لمعالجة الكارثة.
التواطؤ وغياب الحلول:
بدلًا من تقديم حلول لهذه الأزمة، تعمد سلطات الاحتلال الإيراني تجاهل المطالب الشعبية بوضع حد لتلوث الأنهار، بل إنها تستخدم القمع العنيف ضد أي احتجاجات شعبية تندد بسياسات تدمير البيئة في الأحواز كما أنها تمنع الصحفيين والنشطاء البيئيين من توثيق الكارثة، مما يؤكد أن هذه السياسات ليست مجرد إهمال، بل مخطط ممنهج يهدف إلى دفع الأحوازيين نحو الهجرة القسرية وإحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة لصالح المستوطنين الفرس.