مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الحشد الشعبي في المقدمة.. ماذا وراء زيارة السوداني لإيران؟

مناهضون

 

 

في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة المشرق العربي، برزت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران في 8 يناير 2025 كحدث سياسي يحمل في طياته العديد من الدلالات الاستراتيجية، هذه الزيارة جاءت بعد مرور شهر على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحدث الذي قلب معادلات التفاعلات الإقليمية والدولية. بالتوازي، تواجه بغداد وطهران تحديات متشابكة تتعلق بملف “الحشد الشعبي”، ومستقبل العلاقات بينهما، وسط ضغوط أمريكية وصراعات المصالح الاقتصادية والسياسية.

 

 

  • التطورات الإقليمية وخلفيات الزيارة:

مثلت زيارة السوداني لإيران محطة محورية في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة، خصوصاً مع الانهيار السياسي في سوريا وتراجع نفوذ إيران الإقليمي.

فالزيارة ركزت على ملفات حيوية تشمل التعاون الاقتصادي بين البلدين، ومستجدات الوضع في سوريا، ومستقبل هيئة الحشد الشعبي التي تعتبرها إيران ركيزة أساسية لنفوذها في العراق والمنطقة.

 

 

  • التحديات المحورية:

برزت هيئة الحشد الشعبي كواحدة من أبرز القضايا على طاولة المباحثات بين السوداني والمسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي.

وإيران ترى في الحشد الشعبي ذراعاً ضرورياً للحفاظ على نفوذها في العراق، في حين تواجه الحكومة العراقية ضغوطاً أمريكية متزايدة لتفكيك الفصائل المسلحة، أو دمجها في المؤسسات الأمنية الرسمية، بما يضمن تقليص النفوذ الإيراني في البلاد.

وتشير التقارير إلى أن السودان تلقى “تحذيراً” من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قبل زيارته لإيران، ينص على ضرورة حصر السلاح المنفلت وتقليص تأثير إيران على القرار السيادي العراقي، ويبدو أن السوداني يحاول الموازنة بين الضغوط الأمريكية ومتطلبات الحفاظ على علاقات اقتصادية وسياسية مستقرة مع طهران، ما يعقّد من مهمة حكومته في التعامل مع ملف الحشد الشعبي.

 

 

  • التطورات في سوريا وتأثيرها على العلاقات العراقية الإيرانية:

لم يكن ملف الحشد الشعبي هو التحدي الوحيد؛ فقد لعبت التطورات في سوريا دوراً كبيراً في مناقشات السوداني مع القيادة الإيرانية، فالإدارة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، أرسلت رسائل واضحة عبر العراق، تدعو إيران لعدم زعزعة استقرار البلاد في مرحلة إعادة الإعمار.

هذه الرسائل تعكس قلق دمشق من محاولات إيران لاستعادة نفوذها عبر الفصائل المسلحة العراقية.

كما حمل السوداني تخوفات من احتمال استهداف إيراني للقواعد الأمريكية في سوريا، وهو ما قد يضع العراق في موقف سياسي حرج، ويعرض أمنه الداخلي لخطر التداعيات الإقليمية.

 

 

  • البعد الاقتصادي كعامل استقرار مشترك:

على الرغم من التباينات السياسية، تستمر العلاقات الاقتصادية بين العراق وإيران في لعب دور مهم في تهدئة التوترات.

فالعراق يعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الإيراني لتوليد الكهرباء، في حين تستفيد إيران من السوق العراقي لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

ومع ذلك، أوقفت طهران مؤخراً إمدادات الغاز للعراق كوسيلة ضغط لثنيه عن أي خطوات تهدد بقاء هيئة الحشد الشعبي.

 

 

|◄ دلالات استراتيجية للزيارة

 

  • زيارة السوداني لطهران حملت رسائل عدة، أبرزها:

  • – تعقيد ملف الحشد الشعبي: استمرار الخلاف حول دور الميليشيات في العراق ومستقبلها، مع احتمال تصعيد أمريكي إذا لم يتم تنفيذ خطة لتقليص النفوذ الإيراني.

 

  • – التركيز على المصالح الاقتصادية: رغم التوترات، يسعى الطرفان إلى الحفاظ على التعاون الاقتصادي كعامل استقرار مشترك.

 

  • – انعكاسات التطورات السورية: تراجع النفوذ الإيراني في سوريا يمثل فرصة للعراق لتعزيز استقلاله السياسي، لكنه يزيد من الضغوط الإيرانية لتثبيت حضورها في العراق كبديل استراتيجي.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *