مناهضون
يمتد تاريخ النضال الأحوازي لعقود طويلة شهدت خلالها الأحواز سلسلة من التحديات والصراعات في ظل محاولات طمس الهوية العربية ومحو ثقافتها من قبل الأنظمة الإيرانية المتعاقبة، ومنذ احتلال الأحواز عام 1925، لم يتوقف الشعب الأحوازي عن مقاومة الاحتلال عبر وسائل مختلفة تنوعت بين انتفاضات شعبية، تنظيمات سرية، وحركات دبلوماسية في المحافل الدولية.
– الانتفاضات الأولى (1925-1950): بداية المقاومة:
بعد ضم الأحواز قسريًا، بدأ الشعب الأحوازي تنظيم انتفاضات مسلحة ضد الاحتلال الإيراني، وكانت أولى هذه الانتفاضات بقيادة الشيخ خزعل الكعبي، آخر حكام الأحواز، لكنها قُمعت بوحشية.
رغم ذلك، لم تنكسر إرادة الشعب، حيث بدأت الحركات الشعبية تتشكل، مطالبةً بالاستقلال واستعادة الهوية.
– مرحلة التنظيمات السرية (1960-1980): مقاومة منظمة:
في الستينيات والسبعينيات، ظهرت تنظيمات سياسية سرية مثل “جبهة تحرير عربستان”، التي اعتمدت أسلوب المقاومة المسلحة والدعوة إلى استعادة الحقوق، مدعومة من نظام العراق في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
كانت هذه التنظيمات نشطة في داخل الأحواز وخارجها، حيث جذبت الانتباه الدولي لقضيتهم، رغم القمع الشديد من النظام البهلوي، الذي واجه أي تحرك أحوازي بالعنف.
– مرحلة ما بعد الثورة الإيرانية (1979): واقع جديد، قمع أشد:
أمل الأحوازيون في أن تُغير الثورة الإيرانية 1979 من واقعهم، لكن النظام الجديد بقيادة الخميني استمر في سياسة القمع.
وفي عام 1979، اندلعت الانتفاضة الأولى في الأحواز، حيث طالب الشعب بالحكم الذاتي، لكن نظام الاحتلال الإيراني قمعها بالحديد والنار، مخلفًا آلاف الضحايا ومعتقلين.
– تصاعد النضال في القرن الـ21: الإعلام والعمل الدبلوماسي:
فشهد القرن الحالي تحولًا في النضال الأحوازي، حيث انتقل إلى المحافل الدولية ومنصات الإعلام.
وأُسست منظمات حقوقية ودبلوماسية تُعنى بنقل معاناة الشعب الأحوازي إلى المجتمع الدولي.
كما أن العمل المسلح عاد للظهور من خلال مجموعات مثل “حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز”، التي نفذت عمليات نوعية ضد منشآت إيرانية، مما أعاد تسليط الضوء على القضية الأحوازية عالميًا.
-أدوات وأساليب النضال الأحوازي:
– المقاومة المسلحة: تمثلت في العمليات ضد المنشآت النفطية والبنية التحتية الإيرانية.
– النشاط الحقوقي والدبلوماسي: عبر منظمات مثل “مركز الأحواز لحقوق الإنسان” ونقل القضية إلى الأمم المتحدة.
– الحفاظ على الهوية الثقافية: من خلال الاحتفاء باللغة العربية وإحياء التراث الأحوازي، رغم محاولات طهران فرض الفارسية.
التحديات التي تواجه النضال الأحوازي:
القمع الإيراني الشديد: الذي يشمل الإعدامات، الاعتقالات، ونفي الناشطين.
التعتيم الإعلامي: حيث تسعى إيران إلى إسكات أي صوت يتحدث عن القضية الأحوازية.
الدعم الدولي المحدود: بسبب تعقيدات المصالح الدولية مع طهران.