مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

سقوط الأسد ونظامه.. هل يقطع أذرع إيران في المنطقة؟

مناهضون

 

شهدت المنطقة تحولات جذرية مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، الذي شكل لعقود محوراً رئيسياً في استراتيجية إيران الإقليمية وما يسمى بمحور المقاومة الذي تقوده ضد إسرائيل، فخسارة الأسد تعني انهيار حلقة رئيسية في شبكة النفوذ الإيرانية، في وقت يتراجع فيه دور حليفها الآخر، حزب الله اللبناني، الذي خرج ضعيفاً من المواجهات المتكررة مع إسرائيل.

 

 

سوريا الشريان الاستراتيجي لحزب الله:

لطالما كانت سوريا تلعب دوراً حيوياً في إمداد حزب الله، الحليف الأبرز لإيران، بالأسلحة عبر حدودها الطويلة والسهل اختراقها مع لبنان، وبهذا كانت سوريا إحدى الركائز الأساسية في ما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي يضم أيضاً حركة حماس في غزة، وفصائل شيعية في العراق، والمتمردين الحوثيين في اليمن.

ووصف مرشد الثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، سوريا مراراً بأنها “الخط الأمامي للمقاومة” وركيزة أساسية في المعركة ضد إسرائيل، ومع سقوط نظام الأسد، تفقد إيران هذه الركيزة المهمة، مما يمثل ضربة قاسية لقدرتها على دعم حلفائها في المنطقة.

 

 

تقلص النفوذ الإيراني وتحديات جديدة:

وقال مراقبون، إن “الهدف الرئيسي من تغيير النظام في سوريا هو قطع أذرع إيران”، في إشارة واضحة إلى تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأضاف المراقبون أن سقوط الأسد سيجعل من الصعب على طهران تقديم الدعم لحزب الله كما كان في السابق.

كما أن إيران كانت قد استجابت للحرب السورية منذ اندلاعها في 2011 بإرسال “مستشارين عسكريين” لدعم نظام الأسد، ونشرت فصائل مسلحة شيعية لتعزيز موقفها الاستراتيجي على حدود إسرائيل، إلا أن هذه الجهود تراجعت مع سقوط دمشق بيد فصائل المعارضة المسلحة، ما أدى إلى نهب السفارة الإيرانية في دمشق في مشهد غير مسبوق في دولة حليفة لإيران.

واعتبرت طهران أن الهجوم الذي شنته المعارضة المسلحة ضد النظام السوري جزء من “مؤامرة أميركية-إسرائيلية” لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

ومع ذلك، فإن خسارة الأسد لم تكن مجرد هزيمة لنظامه، بل أيضاً ضربة كبيرة لإيران التي فقدت القدرة على تعزيز ردعها الاستراتيجي قرب حدود إسرائيل.

الخسائر الإيرانية لم تقتصر على النفوذ السياسي، بل شملت أيضاً خسائر بشرية في صفوف القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها، سواء خلال المعارك أو نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية.

 

 

ردود الفعل:

في أول تعليق دبلوماسي على سقوط الأسد، أعلنت الخارجية الإيرانية أن سياستها تجاه أي حكومة سورية جديدة ستعتمد على “المستجدات في سوريا والمنطقة”.

اللافت أن البيان لم يأتِ على ذكر الرئيس السوري، ولم يتطرق إلى ما يسمى بـ”محور المقاومة”، مما يعكس حالة الغموض والترقب الإيراني لما قد تحمله المرحلة المقبلة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *