مناهضون
يشهد الشرق الأوسط توترات مستمرة، حيث تعد إسرائيل وحزب الله اللبناني من بين أبرز الأطراف المتورطة في هذه الصراعات، ولكن في حال اندلاع مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله، من سيكون الأقوى عسكريًا؟
نشأة وتطور حزب الله
تأسس حزب الله في عام 1982 في لبنان كرد فعل للاجتياح الإسرائيلي للبنان، فمنذ تأسيسه، اعتمد حزب الله على استراتيجية حرب العصابات التي تهدف إلى استنزاف القوات الإسرائيلية من خلال هجمات مفاجئة، مما أكسبه سمعة قوية في المنطقة، وقد تطور الحزب من ميليشيا مسلحة صغيرة إلى قوة عسكرية وسياسية مؤثرة، مدعومة من إيران وسوريا.
المواجهات السابقة بين إسرائيل وحزب الله
شهدت العقود الثلاثة الماضية عدة مواجهات بين إسرائيل وحزب الله، أبرزها حرب لبنان الثانية عام 2006.
فقد كانت تلك الحرب اختبارًا حقيقيًا لقدرات الطرفين، ورغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية اللبنانية، إلا أن حزب الله استطاع الصمود وأثبت قدرته على مواجهة جيش متقدم كجيش الدفاع الإسرائيلي.
القدرات العسكرية الحالية للقوات الإسرائيلية
تمتلك إسرائيل أحد أكثر الجيوش تطورًا في العالم من حيث التكنولوجيا والتجهيزات العسكرية.
ويتكون الجيش الإسرائيلي من ثلاث وحدات رئيسية: القوات البرية، القوات الجوية، والقوات البحرية، كما أن الجيش الإسرائيلي معروف بتفوقه التكنولوجي، حيث يعتمد على أنظمة متطورة مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” لاعتراض الصواريخ، إضافة إلى قدراته الهجومية المتقدمة التي تشمل الطائرات بدون طيار، والطائرات المقاتلة من طراز F-35.
- القوات البرية: تعتمد على تشكيلات مدرعة ومشاة مدعومة بأنظمة حديثة. - القوات الجوية: تُعد العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، وتستخدم الطائرات المتقدمة والأنظمة الجوية الذكية. - القوات البحرية: تتحكم في المياه الإقليمية وتؤمنها عبر أنظمة الصواريخ البحرية والغواصات.
قوة حزب الله العسكرية
رغم أن حزب الله لا يملك جيشًا نظاميًا، إلا أن قوته العسكرية تكمن في تكتيكات حرب العصابات التي تتسم بالمرونة والمفاجأة.
حيث يمتلك الحزب ترسانة ضخمة من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تُعد من أكبر التهديدات لإسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، يتمتع حزب الله بدعم استخباراتي وتدريب مستمر من إيران، مما يزيد من فاعلية عملياته.
- القوات البرية: تعتمد على وحدات متنقلة مزودة بصواريخ مضادة للدروع وأسلحة خفيفة. - القوات الصاروخية: تتألف من آلاف الصواريخ التي تتراوح في مداها بين القصير والمتوسط والبعيد. - القدرات الدفاعية: تعتمد على شبكات الأنفاق والتحصينات في الجنوب اللبناني.
الاستراتيجيات الإسرائيلية المتبعة
تعتمد إسرائيل في استراتيجيتها العسكرية على التفوق الجوي والاستخباراتي، بالإضافة إلى العمل على تقليل أي تهديدات عبر ضربات استباقية دقيقة.
حيث تسعى إسرائيل دائمًا إلى احتواء أي تهديد محتمل قبل أن يتفاقم، كما أنها تعتمد على دعم دولي واسع، وخاصة من الولايات المتحدة، التي تمدها بالتكنولوجيا والأسلحة المتقدمة.
استراتيجية حزب الله المتبعة
يعتمد حزب الله على استراتيجية الصمود واستنزاف العدو، ويركز الحزب على الدفاع ضمن مواقعه المحصنة، ويستخدم تكتيكات حرب العصابات لعرقلة أي تقدم إسرائيلي.
كما يعتمد الحزب على تعزيز قدراته الصاروخية لإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو وللضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
الدعم الخارجي لإسرائيل
تتمتع إسرائيل بدعم دولي كبير، لا سيما من الولايات المتحدة التي تقدم لها مساعدات عسكرية ضخمة سنويًا.
بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية مع عدد من الدول الأوروبية ودول أخرى في العالم، مما يعزز من موقفها العسكري.
الدعم الخارجي لحزب الله
يعتمد حزب الله بشكل كبير على الدعم الإيراني، سواء من ناحية التمويل أو التسليح أو التدريب.
كما تعتبر إيران الداعم الرئيسي للحزب، كما أن سوريا تلعب دورًا في تسهيل وصول الدعم إلى الحزب، هذا الدعم الخارجي يمكّن حزب الله من الحفاظ على قدراته العسكرية وتعزيزها.
وفي حال اندلاع حرب تقليدية، قد تسعى إسرائيل إلى توجيه ضربات جوية مكثفة تستهدف مراكز القيادة والبنية التحتية العسكرية لحزب الله، ولكن قد تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في التعامل مع قدرات الحزب الصاروخية وتحركاته غير التقليدية.
وفي حال تحول النزاع إلى حرب استنزاف، قد يجد حزب الله فرصة لتحقيق مكاسب نسبية من خلال عمليات كر وفر، وضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ لزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية.
القدرة الإسرائيلية على التحمل
تتمتع إسرائيل ببنية تحتية متقدمة وقوية، مما يعزز من قدرتها على التحمل في أي صراع طويل الأمد.
كما تمتلك إسرائيل نظام تعبئة عسكرية سريع وفعال، حيث يمكن للجيش الإسرائيلي استدعاء آلاف الاحتياط خلال ساعات، إلى جانب ذلك، فإن الدعم الشعبي القوي والروح الوطنية العالية يساعدان في الحفاظ على الجبهة الداخلية موحدة في أوقات الحرب
تكيف حزب الله مع الظروف المتغيرة
على الرغم من أن حزب الله يفتقر إلى الموارد الاقتصادية والبنية التحتية القوية مقارنة بإسرائيل، إلا أنه يتميز بقدرة عالية على التكيف مع الظروف المتغيرة.
وقد أظهر الحزب قدرته على إعادة التنظيم والتسلح بسرعة بعد كل مواجهة سابقة، حيث يتمتع الحزب بمرونة في التحرك والاختباء ضمن شبكات الأنفاق والتحصينات التي بناها على مدى سنوات، مما يمنحه القدرة على الصمود حتى في مواجهة الهجمات الإسرائيلية الشديدة.
التفوق السيبراني الإسرائيلي
تعد إسرائيل واحدة من الدول الرائدة عالميًا في مجال التكنولوجيا السيبرانية، حيث تمتلك إسرائيل قدرات سيبرانية متقدمة تسمح لها بشن هجمات إلكترونية وتعطيل أنظمة العدو.
وقد استخدمت إسرائيل هذه القدرات بفعالية في الماضي لعرقلة عمليات حزب الله، وقد تكون هذه الورقة الرابحة في أي نزاع مستقبلي.
تطور القدرات الإلكترونية لحزب الله
على الرغم من أن حزب الله لا يمتلك نفس القدرات التكنولوجية التي تتمتع بها إسرائيل، إلا أنه استفاد من الدعم الإيراني لتطوير بعض القدرات السيبرانية.
فقد أظهرت بعض التقارير أن حزب الله قادر على شن هجمات سيبرانية محدودة، وقد يستخدم هذه القدرات لإرباك أنظمة الاتصالات أو البنية التحتية الإسرائيلية.
تأثير الحرب على المدنيين الإسرائيليين
تتمتع إسرائيل بنظام دفاع مدني متقدم يشمل ملاجئ مضادة للقصف، ونظام إنذار مبكر، وتدريب مستمر للسكان على كيفية التصرف في حالات الطوارئ.
ورغم ذلك، فإن تعرض المدن الإسرائيلية لصواريخ حزب الله يمكن أن يتسبب في خسائر بشرية وأضرار كبيرة، خاصة في حال وقوع صواريخ على مناطق مكتظة بالسكان.
الأثر على المدنيين اللبنانيين
على الجانب الآخر، يعتمد حزب الله على تكتيك استخدام المناطق المدنية كقاعدة لعملياته، مما يزيد من احتمالية تعرض المدنيين اللبنانيين للأذى في حال شن إسرائيل هجمات على مواقع حزب الله.
فخلال حرب 2006، تعرضت البنية التحتية اللبنانية لدمار كبير، وهو ما قد يتكرر في أي نزاع مستقبلي.