مناهضون
تعد قضية الأحواز واحدة من أكثر القضايا الحساسة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يواجه الشعب العربي الأحوازي منذ عقود انتهاكات مستمرة لحقوقهم على يد نظام الاحتلال الإيراني.
وتحتضن هذه المنطقة تاريخًا من النضال الشعبي الذي لم يتوقف، وهو نضال من أجل الهوية والحقوق والسيادة على أراضيهم التي تم ضمها بالقوة منذ عام 1925.
أساليب الإرهاب الإيراني في الأحواز:
يُعاني الشعب الأحوازي من إجراءات قمعية ممنهجة تشمل القتل والاعتقال والترحيل القسري والاستيلاء على الأراضي، وتعتبر الأساليب الأمنية التي تتبعها السلطات الإيرانية في الأحواز نموذجًا لما يصفه البعض بـ “الإرهاب المنظم”، حيث تواجه الحركات الشعبية الأحوازية التي تطالب بالحقوق بأقصى درجات العنف.
كما تتخذ طهران إجراءات لإحكام قبضتها الاقتصادية، من خلال نقل الموارد الطبيعية إلى المناطق الداخلية وتجاهل التنمية في الإقليم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مستويات الفقر والبطالة بين السكان.
الاعتقالات والانتهاكات الحقوقية:
ووفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان، تستمر سلطات الاحتلال الإيراني في تنفيذ حملات اعتقال واسعة ضد النشطاء الأحوازيين، وغالبًا ما يتعرض المعتقلون للتعذيب وسوء المعاملة.
وقد أدى هذا الوضع إلى ازدياد أعداد اللاجئين الأحوازيين في الخارج، والذين يحاولون رفع أصواتهم عالميًا لعرض معاناة شعبهم.
الجهود الأحوازية في مواجهة الاحتلال:
ورغم القمع، لا يزال الشعب الأحوازي يحافظ على مقاومته بطرق مختلفة، تتنوع بين النضال المسلح، والنشاط السلمي، وتوعية المجتمع الدولي.
وقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعداً في المقاومة الشعبية ضد الممارسات الإيرانية، حيث أصبحت المظاهرات والمسيرات في الأحواز مشهداً متكرراً، تعكس حالة الرفض الشعبي للاحتلال وتظهر إصرار الشعب الأحوازي على استرداد حقوقه.
الدور الدولي في إنهاء الأزمة الأحوازية:
وفي ظل الانتهاكات المتواصلة، ناشد الشعب الأحوازي المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية بالوقوف ضد السياسات الإيرانية في الإقليم.
ورغم التنديدات المتكررة من منظمات حقوق الإنسان، إلا أن استجابة القوى الدولية تظل محدودة، مما يشير إلى تعقيد التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.
ومع تزايد الضغوط الغربية على نظام الاحتلال الإيراني بسبب برنامجه النووي وسياساته في الشرق الأوسط، يرى المراقبون أن الفرصة متاحة للتأثير على طهران من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في الأحواز.
هل ينتهي الاحتلال الإيراني؟
يمكن القول إن مستقبل الأحواز يرتبط بشكل وثيق بالتغيرات السياسية الكبرى داخل إيران نفسها، حيث يتأثر نظام الاحتلال الإيراني باضطرابات داخلية وضغوط خارجية متزايدة، فإذا استطاع الشعب الأحوازي توحيد صفوفه وتعزيز نضاله، مع تزايد الدعم الدولي، قد يكون من الممكن رؤية نهاية الاحتلال الإيراني للأحواز في المستقبل القريب.
وكذلك، قد يؤدي تغير مواقف الدول الكبرى إلى فرض ضغوط جديدة على إيران للتراجع عن سياساتها القمعية في الأحواز.