مناهضون
على مدار عقود طويلة، يسعى نظام الاحتلال الإيراني لإحداث تغييرات جذرية في الأحواز، المنطقة العربية الغنية بالموارد، والتي تشكل واجهة مهمة لإيران على الخليج العربي.
ففي ظل ثرواتها الطبيعية وثقافتها العربية العميقة، تتعرض الأحواز لسياسات تهدف إلى طمس هويتها وتغيير واقعها الديموغرافي والثقافي.
ورغم هذه المخططات، تُبدي الأحواز مقاومة متواصلة وإصرارًا على الحفاظ على عروبتها وهويتها، ما يجعلها رمزًا للصمود أمام محاولات الاحتلال الإيراني لتغيير طابعها الحضاري.
المحاولات الإيرانية لتغيير هوية الأحواز:
التطهير الثقافي واللغوي: تسعى إيران منذ احتلالها للأحواز عام 1925 إلى محو الهوية العربية للمنطقة عبر سياسات قمعية، أبرزها حظر اللغة العربية في المدارس والمؤسسات الحكومية، كما تشدد طهران على فرض اللغة الفارسية كمحاولة لاستبدال الهوية الأحوازية بالثقافة الفارسية، بالإضافة إلى ذلك، تحظر إقامة الفعاليات الثقافية العربية وتفرض قيودًا مشددة على ممارسة العادات والتقاليد المحلية، وهو ما يشكل نوعًا من “التطهير الثقافي” الذي يستهدف الجذور الثقافية واللغوية لأبناء المنطقة.
التغيير الديموغرافي: عمدت سلطات الاحتلال الإيراني إلى تغيير التركيبة السكانية للأحواز، عبر تشجيع الفرس على الانتقال إليها ومنحهم حوافز اقتصادية واجتماعية، ويتم تشجيع المستوطنين على العمل والاستقرار في المنطقة عبر مشاريع إسكانية وفرص عمل واسعة، بينما يتم تهميش العرب الأحوازيين عبر التمييز الواضح في التوظيف والفرص الاقتصادية، وتهدف هذه السياسة إلى تقليل نسبة العرب في الأحواز وجعلهم أقلية داخل أرضهم.
السيطرة على الموارد الطبيعية: تتمتع الأحواز بثروات ضخمة من النفط والغاز، ما يجعلها مصدرًا مهمًا للاقتصاد الإيراني، ومع ذلك، يعاني الأحوازيون من الفقر والتهميش، حيث يتم استغلال موارد الإقليم لخدمة المصالح المركزية لإيران دون أن ينعكس ذلك على حياة السكان المحليين، ولا تتوقف سياسة التهميش هنا، بل تتعداها إلى مصادرة الأراضي الزراعية واستنزاف مصادر المياه وتحويلها إلى مناطق أخرى، وهو ما يؤثر سلبًا على اقتصاد المنطقة ويزيد من صعوبة العيش فيها.
مقاومة الأحوازيين وحفاظهم على هويتهم:
على الرغم من سياسات الاحتلال الإيراني المستمرة، تُظهر الأحواز مقاومة فريدة، حيث يسعى أبناء المنطقة للحفاظ على لغتهم وتقاليدهم ويقيمون الاحتفالات الثقافية سرًّا.
كما تعمل حركات أحوازية معارضة في الداخل والخارج لنقل معاناة شعبهم إلى العالم، ومن أبرز وسائلهم في ذلك تنظيم مظاهرات وفعاليات ترفع الصوت بشأن القضايا الحقوقية، وتلفت الأنظار إلى ما يعانيه الأحوازيون.
التطلعات المستقبلية للأحوازيين:
يطمح الشعب الأحوازي في تحقيق الحرية وتقرير المصير، ويأمل في إنهاء السياسات القمعية التي تستهدف هويتهم.
كما أن إصرار الأحوازيين على رفض التغييرات الديموغرافية والثقافية المفروضة عليهم يعكس قوة الروح العربية التي لا تزال راسخة في نفوسهم، ويعزز تطلعاتهم نحو بناء مجتمع حر ومستقل يحافظ على تراثه وموارده.