مناهضون
في تصاعد ملحوظ للتوترات الإقليمية، كشفت معلومات استخباراتية إسرائيلية وأمريكية عن نية إيران تنفيذ هجوم كبير ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية.
يأتي هذا التطور كردّ إيراني محتمل على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في إيران في 25 أكتوبر، فيما تتزايد الضغوط الأمريكية على العراق لوقف تصاعد الهجمات التي تقودها الميليشيات الشيعية المدعومة من طهران ضد القوات الأمريكية وأهداف إسرائيلية.
وقد أثارت هذه التطورات مخاوف من احتمال انجرار العراق إلى صراع مباشر، وهو أمر ترفضه بغداد بشدة حسب تصريحاتها الرسمية.
تفاصيل الهجوم الإيراني المحتمل:
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن الحرس الثوري الإيراني قد بدأ بنقل طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية إلى بعض الميليشيات الشيعية في العراق.
ووفقاً لهذه المعلومات، تهدف إيران إلى استخدام هذه الترسانة في هجوم منسّق ضد إسرائيل، كردّ مباشر على الضربة الإسرائيلية الأخيرة.
وتعتبر إيران، بحسب هذه التقارير، أن هذه الخطوة ضرورية لإرسال رسالة قوية إلى إسرائيل والولايات المتحدة حول قدرتها على الردّ من عدة جبهات.
التحذيرات الأمريكية للعراق وموقف الحكومة العراقية
وأفاد مسؤول أمريكي أن واشنطن حذرت إيران علناً من مغبة شن هجوم ضد إسرائيل من الأراضي العراقية، لكن الجانب الإيراني لم يُبدِ استعداداً واضحاً لخفض التصعيد.
وفي الوقت ذاته، يُمارس مستشار الأمن القومي الأمريكي ووزير الخارجية ضغوطاً كبيرة على رئيس الوزراء العراقي، سعياً لوقف الهجمات التي تنفذها الميليشيات الشيعية ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا، فضلاً عن تلك الموجهة نحو إسرائيل والتي شهدت تصاعداً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة.
من جانبه، بعث الرئيس الأمريكي جو بايدن برسالة تحذيرية إلى الحكومة العراقية، جاء فيها أن فشل بغداد في منع هذه الهجمات سيؤدي إلى ردّ إسرائيلي ضد الأراضي العراقية.
وأوضحت الحكومة العراقية من جانبها، سواء في جلسات مغلقة أو عبر تصريحات في الصحافة، أنها لا ترغب في رؤية العراق يتحول إلى ساحة صراع بين إسرائيل وإيران، مؤكدةً حرصها على تجنيب البلاد ويلات هذا الصراع الإقليمي المتفاقم.
خلفيات التصعيد الحالي:
التوتر بين إيران وإسرائيل ليس جديداً، إذ تسعى إسرائيل بشكل مستمر إلى منع إيران من تعزيز نفوذها العسكري بالقرب من حدودها، سواء في سوريا أو العراق.
وسبق أن استهدفت إسرائيل مواقع إيرانية في المنطقة عدة مرات، في إطار ما تصفه بسياسة “الاحتواء المبكر” للتهديدات.
وتعتبر إيران، من جهتها، أن هذه الهجمات تستدعي الرد، مما يدفعها نحو تحريك حلفائها الإقليميين للرد بشكل غير مباشر على إسرائيل، مستخدمةً بذلك تكتيك الحرب بالوكالة.
على صعيد آخر، تواجه العراق تحديات معقدة، إذ يقع بين ضغوط الولايات المتحدة، التي ترغب في ضبط نشاط الميليشيات المدعومة من إيران، وبين نفوذ طهران القوي داخل الأراضي العراقية.
وقد تحولت العراق إلى مسرح غير مباشر لصراع إقليمي ودولي واسع، وهو ما يشكل تهديداً لاستقرارها الداخلي.
ومع استمرار هذا التصعيد، تبرز تحديات جديدة أمام حكومة العراق في سعيها لاحتواء النفوذ الإيراني وتهدئة التوترات الإقليمية على أراضيها.
وتبقى الخيارات أمام بغداد محدودة، إذ يجب عليها تحقيق توازن دقيق بين التزاماتها تجاه الولايات المتحدة ورغبتها في تجنب أي تصعيد قد يقحم العراق في صراع إقليمي أوسع.