مناهضون
بينما تتصاعد وتيرة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط، تزداد المخاوف داخل العراق من تداعيات الحرب المتفاقمة في غزة ولبنان، والتي قد تجرّ البلاد إلى دائرة المواجهات.
وفي الوقت الذي تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للحفاظ على توازنها الهش بين الولايات المتحدة وإيران، تصعّد الميليشيات المدعومة من طهران هجماتها ضد إسرائيل، ما يضع العراق في موقف حرج ويهدد الاستقرار النسبي الذي حققه بعد سنوات من الاضطرابات.
تفاصيل الموقف العراقي:
بعد مرور عقدين على الغزو الأمريكي الذي أطاح بالنظام العراقي السابق، تمكنت البلاد من تحقيق استقرار نسبي، مستفيدة من ارتفاع عائدات النفط التي ساعدت على تمويل مشاريع التنمية وإعادة الإعمار.
ومع ذلك، فإن غياب العلاقات الدبلوماسية بين العراق وإسرائيل يعقّد موقف الحكومة العراقية في خضم هذا التوتر الإقليمي.
وقد أشارت تقارير إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية قد رصدت تحركات إيرانية تمهد لشنّ هجمات على إسرائيل من الأراضي العراقية في الفترة المقبلة، وربما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر.
وأثار هذا التقرير القلق في بغداد، حيث تخشى الحكومة من تبعات انخراطها غير المباشر في الصراع، وهو ما قد يؤدي إلى ردود فعل عسكرية إسرائيلية تزيد من تعقيد المشهد العراقي.
التوتر بين العراق والميليشيات المدعومة من إيران:
وتجد حكومة السوداني نفسها عاجزة عن كبح تحركات الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، مثل كتائب حزب الله وحركة النجباء، والتي تواصل إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل.
فعلى الرغم من زيارات متكررة قام بها مسؤولون أمنيون عراقيون إلى طهران للضغط على إيران من أجل التدخل وتهدئة الفصائل العراقية المتحالفة معها، كانت الاستجابة الإيرانية باردة، حيث أكدت إيران أنها لا تملك السيطرة الكاملة على قرارات هذه الفصائل.
محاولة تجنب الانتقام الإسرائيلي:
وأمام هذا التحدي، لجأت بغداد إلى الولايات المتحدة، طالبة منها التدخل لمنع إسرائيل من شن ضربات انتقامية قد تستهدف الأراضي العراقية.
ووفقًا لمسؤول في وزارة الخارجية العراقية، أبدت واشنطن تفهّمها للمخاوف العراقية ووعدت ببذل جهود لمنع التصعيد.
انقسام داخلي في المشهد العراقي:
وتسببت هذه الأزمة في انقسام بين الأحزاب داخل الائتلاف الحاكم في العراق، إذ أن كتائب حزب الله، التي تعتبر من أقوى الفصائل المدعومة من إيران، حذرت الحكومة العراقية من أي محاولة للضغط عليها لوقف هجماتها على إسرائيل، متوعدة بالرد طالما استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان.
احتمالية تصعيد الصراع الإقليمي:
وتتزايد المخاوف في الأوساط الأمنية العراقية من أن أي ضربة إسرائيلية جديدة ضد إيران قد تكون كافية لدفع الميليشيات الموالية لطهران إلى تصعيد هجومي واسع النطاق، ما يضع العراق أمام تحديات أمنية وسياسية خطيرة تهدد الاستقرار الهش الذي حققه خلال السنوات الأخيرة.