مناهضون
يعد محمد قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني الحالي، ليس سوى واجهة أخرى لنظام طهران الذي يواصل سياساته القمعية داخليًا وتدخله العدواني في شؤون الدول المجاورة.
فقاليباف، الذي يُعتبر من القيادات المتشددة في إيران، خدم النظام الإيراني في عدة مناصب عسكرية وأمنية وسياسية، ولا يزال يروج لأجندة إيران التوسعية، وخلف واجهة البرلماني والسياسي المخضرم، يقف قاليباف كأداة مخلصة لخدمة النظام الديني العسكري الذي يحكم إيران بقبضة من حديد، دون أي اعتبار لمصالح الشعوب أو السلام.
من رجل أمن إلى رئيس البرلمان:
محمد قاليباف وُلد في عام 1961 في مشهد، إيران، خدم في الحرس الثوري الإيراني منذ شبابه المبكر، وشارك في قمع المعارضة الداخلية في بداية الثورة.
كان أحد الأشخاص الرئيسيين الذين ساهموا في سحق المظاهرات التي طالبت بالإصلاحات والديمقراطية.
وبفضل ولائه الأعمى للنظام، ترقى قاليباف في صفوف الحرس الثوري ليصبح قائدًا لقواته الجوية، ثم لاحقًا، قائدًا للشرطة الإيرانية، حيث استخدم العنف والترويع كوسيلة لإسكات الأصوات المعارضة.
رجل القمع والفساد:
كمسؤول أمني، تميز قاليباف بقمعه للمعارضة واستخدامه للقوة المفرطة ضد المتظاهرين في إيران، وكان من الأوائل الذين دعموا القمع الوحشي للمظاهرات السلمية، وخاصة خلال انتفاضة 2009 التي شهدت احتجاجات ضخمة ضد نتائج الانتخابات الرئاسية المزورة.
ولطالما اعتبر قاليباف أن العنف هو الحل الأمثل للتعامل مع أي تهديد لسلطة النظام، وهو ما جعله يلقى الدعم من القيادات المتشددة في النظام الإيراني.
ليس هذا فحسب، بل يُتهم قاليباف بالضلوع في قضايا فساد كبرى خلال فترة توليه منصب عمدة طهران (2005-2017).
وأثيرت شبهات حول صفقات مشبوهة واختلاسات ضخمة، لكن بفضل نفوذه في الدولة، تمكن من الهروب من المحاسبة، فنظام قاليباف القمعي والمستغل للسلطة هو انعكاس حقيقي للأجندة الإيرانية القائمة على ترهيب الداخل وتدمير الخارج.
أداة طهران في السياسة الإقليمية:
لم يكتفي قاليباف بلعب دور قمعي داخل إيران، بل كان أحد العقول المدبرة وراء سياسات إيران التوسعية في المنطقة.
وفي لبنان، يُعتبر قاليباف من أبرز داعمي “حزب الله” الذي يُعد أكبر أداة إيرانية للهيمنة على القرار السياسي والأمني في البلد، من خلال دعمه المعلن والمستتر للميليشيات الطائفية، يسعى قاليباف لتحويل لبنان إلى قاعدة أمامية للصراع مع إسرائيل ولتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو”، أعرب قاليباف عن استعداد طهران للتفاوض حول تطبيق القرار 1701 في لبنان، إلا أن هذه التصريحات ما هي إلا محاولة خبيثة لتجميل صورة النظام الإيراني، في وقت تحاول طهران تعزيز سيطرتها على لبنان ودول أخرى من خلال وكلائها المسلحين.
محمد قاليباف وجه إيران الحقيقي:
بخلاف ما يُحاول النظام الإيراني الترويج له، فإن محمد قاليباف يجسد الوجه الحقيقي للسياسة الإيرانية القائمة على القمع في الداخل والتدمير في الخارج.
وخلف كل تصريح “دبلوماسي” يصدر عنه، تختبئ نوايا عدوانية تهدف إلى حماية نظامٍ يعاني من عزلة دولية متزايدة بسبب سياساته المتشددة وتورطه في زعزعة استقرار المنطقة.
فقاليباف ليس أكثر من قائد يتظاهر بالانفتاح والتفاوض بينما يُعمق أزمات المنطقة، هدفه الأساسي هو حماية مصالح النظام على حساب الشعوب التي تعاني من التدخل الإيراني في شؤونها.