مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

دراسة: الأحواز وفلسطين.. استعمار واحد واحتلال يقف وراءه مخططات الشر

مناهضون

 

 

تشهد الأحواز وفلسطين منذ عقود طويلة احتلالًا واستعمارًا متواصلاً يقودهما مشروع توسعي يعزز سيطرتهما على الموارد الطبيعية والشعوب المضطهدة، وبينما تختلف الوسائل المستخدمة من قبل القوى المحتلة، فإن الغاية تظل واحدة: الهيمنة والسيطرة الكاملة على أراضي ومقدرات هذين الشعبين.

 

 

الأحواز وفلسطين تاريخ مشترك من الاستعمار:

تعود قضية الأحواز إلى العام 1925، عندما احتلت إيران هذه المنطقة العربية الغنية بالموارد الطبيعية، ولا سيما النفط، وسط صمت دولي شبه مطبق.

 

أما فلسطين، فقد بدأت معاناتها مع الاحتلال البريطاني الذي أسس لقيام دولة إسرائيل عام 1948 على حساب الشعب الفلسطيني، مما أدى إلى اقتلاع الملايين من أرضهم وتشريدهم.

 

ورغم أن الأطراف المحتلة في الحالتين تختلف، حيث تتعرض الأحواز للاحتلال الإيراني بينما فلسطين تواجه الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الهدف الأساسي يظل السيطرة على الموارد والثروات الطبيعية واستغلالها لصالح المحتلين.

 

فالأحواز تمتلك احتياطات ضخمة من النفط والغاز، بينما تعد فلسطين بوابة البحر المتوسط وتحتوي على ثروات طبيعية متعددة.

 

 

 

التشابه بين استراتيجيات الاحتلال في الأحواز وفلسطين:

وتتماثل السياسات التي تنتهجها كل من إيران في الأحواز وإسرائيل في فلسطين، حيث تعتمد كلتا الدولتين على مخططات متشابهة لتحقيق أهدافها الاستعمارية، من بين هذه المخططات:

 

 

سياسة التهجير القسري والتغيير الديموغرافي:

كما تم تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم بعد نكبة 1948، يقوم نظام الاحتلال الإيراني بتهجير الأحوازيين واستبدالهم بسكان من القوميات الفارسية في إطار محاولة لتغيير الهوية العربية للأحواز، وتستند هذه السياسة إلى فرض واقع جديد يمكن أن يمهد لتغيير التركيبة السكانية على المدى الطويل.

 

 

تجريد السكان الأصليين من حقوقهم الثقافية:

تعاني الأحواز من قمع الهوية الثقافية للعرب في المنطقة، حيث تمنع سلطات الاحتلال الإيراني تدريس اللغة العربية في المدارس وتفرض الفارسية كلغة رسمية، وبالمثل، يعاني الفلسطينيون في الداخل المحتل من تقييد الهوية الفلسطينية وإجراءات تضييق على الثقافة العربية.

 

 

الاستيلاء على الموارد الطبيعية:

تتبع كل من إيران وإسرائيل سياسة منهجية للاستحواذ على الموارد الطبيعية، ففي الأحواز، تستغل سلطات الاحتلال الإيراني موارد النفط والمياه على حساب سكانها العرب الذين يعيشون في فقر مدقع، رغم ثروات منطقتهم، وفي فلسطين، يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على معظم الأراضي الخصبة والموارد المائية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

 

السيطرة العسكرية والقمع الأمني:

يستخدم كلا الاحتلالين وسائل عنيفة لقمع المقاومة الشعبية، سواء عبر الحصار العسكري أو القمع الأمني المستمر، فكما تحاصر إسرائيل قطاع غزة وتعتدي على مدن الضفة الغربية، فإن نظام الاحتلال الإيراني يستخدم العنف والاعتقالات الجماعية لقمع أي انتفاضات في الأحواز.

 

 

مخططات الشر:

وراء هذا الاستعمار عند النظر إلى الاستعمار في الأحواز وفلسطين، يبرز تساؤل مهم حول الدوافع الحقيقية لهذه الاحتلالات المستمرة، ويتضح أن هناك خططًا إستراتيجية طويلة الأمد تستهدف تطويع هذين الشعبين وإخضاعهما لمشاريع توسعية تهدف إلى الهيمنة الإقليمية.

 

ففي حالة إسرائيل، يأتي الاحتلال في سياق مشروع صهيوني قديم يسعى للسيطرة على فلسطين باعتبارها جزءًا من أرض “الوعود”.

 

أما في حالة إيران، فإن الاحتلال للأحواز هو جزء من مشروع قومي فارسي يهدف إلى التوسع في المنطقة وفرض الهيمنة على ثرواتها، بما يضمن لطهران نفوذًا أكبر في الشرق الأوسط.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *