مناهضون
يعيش لبنان على وقع الأزمات والتوترات السياسية منذ سنوات، لكن هذه المرة قد تكون التهديدات أكثر خطورة مما يتخيله البعض.
فبعد مرور أربعة أعوام على الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، تبرز تقارير جديدة تكشف عن خطر محدق آخر، هذه المرة في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث يُشتبه بأن حزب الله يخزن أسلحة ومتفجرات.
وهذه المعلومات المسربة تثير مخاوف من تكرار سيناريو الانفجار المدمر الذي حدث في 2020، والذي خلف دمارًا هائلًا في العاصمة اللبنانية.
التقارير والتحذيرات
في يونيو الماضي، أوردت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية تقريراً أفاد بأن حزب الله قام بتخزين كميات من المتفجرات والأسلحة داخل مستودعات بمطار بيروت.
تأتي هذه المعلومات بناءً على تسريبات من موظفي المطار الذين يشعرون بقلق على حياتهم وسلامتهم.
وأدى هذا التقرير إلى اتخاذ شركات طيران عديدة قرارًا بإلغاء رحلاتها إلى بيروت، ليس فقط بسبب التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، وإنما بسبب التخوف من وقوع كارثة قد تطال الطائرات والركاب.
الخطر الدائم
تتجاوز المخاطر المحدقة بالمطار مجرد احتمالات الصراع المسلح؛ فإن وجود مستودعات أسلحة على مقربة من طائرات الركاب يمثل تهديداً أمنياً حتى في أوقات السلم.
فاستمرار حزب الله في استخدام مطار بيروت كموقع لتخزين الأسلحة يزيد من احتمالية وقوع مأساة في أي لحظة، سواء بسبب خطأ بشري أو عمل إرهابي.
حيث إن هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول دور السلطات اللبنانية ومسؤولياتها في ضمان استخدام المطار للأغراض المدنية فقط.
دعوات للتدخل الدولي
وفي ضوء هذه المخاطر، تتزايد الدعوات لشركات الطيران الدولية وسلطات الطيران العالمية لاتخاذ موقف حازم.
حيث يتعين على هذه الجهات أن تطالب السلطات اللبنانية بضمان استخدام المطار للأغراض المدنية فقط قبل استئناف الرحلات الجوية.
كما ينبغي للاتحاد الأوروبي، الذي قدم مساعدات مالية كبيرة لتعزيز أمن المطار ولدعم الاقتصاد اللبناني، أن يضمن عدم استخدام أموال دافعي الضرائب لتعزيز أمن موقع قد يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.
ردود الفعل اللبنانية
على الرغم من هذه التحذيرات، فقد نفت السلطات اللبنانية وحزب الله تلك الادعاءات، ووصل الأمر إلى رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة.
من ناحية أخرى، حاول وزير النقل اللبناني علي حمية، وهو عضو في حزب الله، نفي صحة التقارير بتنظيم زيارة للصحفيين والدبلوماسيين إلى المطار، لكن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية، حيث تم منع الوصول إلى بعض المرافق، مما أثار المزيد من الشكوك حول صحة الادعاءات.
الجدير بالذكر أنه مع تصاعد التوترات في المنطقة، يُعد مطار بيروت نقطة اشتعال محتملة، لا سيما في ظل الوجود المزعوم لمخازن الأسلحة، ورغم أن الأنظار تتجه نحو احتمالية نشوب صراع مسلح بين حزب الله وإسرائيل، فإن الخطر الحقيقي قد يكمن في استمرارية هذا الوضع حتى في أوقات السلم.
ومن الضروري أن يتم اتخاذ خطوات جادة لضمان أمن المطار وحماية الأرواح والممتلكات، لتجنب تكرار كارثة قد تكون أشد فتكًا من تلك التي شهدتها بيروت في 2020.