مناهضون
في عام 2018، شهد إقليم الأحواز واحدة من أبرز الانتفاضات الشعبية في تاريخه المعاصر، والتي أطلقت عليها لاحقًا “انتفاضة الأرض”.
وكانت هذه الانتفاضة تعبيرًا صريحًا عن غضب الشعب الأحوازي تجاه السياسات القمعية والتمييزية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإيرانية ضدهم.
وعلى الرغم من محاولة طمس هذه الأحداث، إلا أنها تبقى حية في ذاكرة الشعب كرمز للمقاومة والنضال من أجل الكرامة والحقوق الأساسية.
فمنطقة الأحواز، ذات الأغلبية العربية، عانت لعقود من تهميش منهجي على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وعلى الرغم من غناها بالموارد الطبيعية مثل النفط والغاز، إلا أن السكان المحليين ظلوا محرومين من الاستفادة من ثرواتهم، في حين تستغلها الحكومة المركزية لمصالحها الخاصة.
وقد أدى هذا الوضع إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي، مما جعل الأرض خصبة لانفجار انتفاضة 2018.
تفاصيل الانتفاضة
اندلعت شرارة الانتفاضة في مارس 2018 بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الإيرانية ضد الأحوازيين، من بينها مصادرة الأراضي الزراعية وتجريفها لصالح مشاريع حكومية يسيطر عليها مستوطنون من خارج المنطقة.
وكانت تلك السياسات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث خرجت الجماهير الأحوازية إلى الشوارع في تظاهرات سلمية بدايةً، ولكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات غاضبة.
ردود الفعل الاحتلال
كما هو متوقع، واجهت سلطات الاحتلال الإيراني هذه الانتفاضة بقبضة من حديد، مستخدمةً القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وقد قامت قوات الأمن باعتقالات واسعة، واستخدمت الذخيرة الحية لتفريق الحشود.
ورغم ذلك، لم ينجح القمع في إخماد نار الغضب، بل على العكس، زاد من عزيمة الشعب الأحوازي على مواصلة نضاله من أجل حقوقه.
التداعيات
على الرغم من قسوة الرد لسلطات الاحتلال، إلا أن انتفاضة الأرض في الأحواز 2018 نجحت في تسليط الضوء على معاناة الشعب الأحوازي وإيصال صوتهم إلى العالم الخارجي.
كما أنها أظهرت الوحدة والتضامن بين فئات المجتمع الأحوازي المختلفة، الذين وقفوا صفًا واحدًا في وجه الظلم.
وهذه الانتفاضة لم تكن فقط حدثًا عابرًا، بل أصبحت رمزًا للأمل في مستقبل أفضل للأحوازيين.
الجدير بالذكر أن انتفاضة الأرض في الأحواز 2018 لم تكن مجرد انتفاضة عابرة، بل كانت تعبيرًا عن إرادة شعب يرفض الاستسلام للظلم والقهر.
وعلى الرغم من كل المحاولات لإسكات صوتهم، إلا أن هذه الانتفاضة تظل حية في ذاكرة الأحوازيين، كتذكير دائم بأن النضال من أجل الحرية والكرامة لا يعرف الخوف ولا اليأس.