مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

بحوث ودراسات

دراسة: كيف تسعى إيران لخلق التوترات في شرق سوريا؟

مناهضون

 

 

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن إيران تسعى جاهدة لتعزيز نفوذها في شرق سوريا، بهدف طرد القوات الأمريكية من المنطقة، وفي ظل احتمالية انسحاب واشنطن من سوريا، تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تحديات كبيرة قد تهدد استقرار المنطقة، مما يجعل من الضروري أن تتبنى الولايات المتحدة مقاربة أكثر مرونة وفعالية في دعم حلفائها على الأرض.

 

 

تعزيز النفوذ الإيراني وتصاعد التوترات المحلية

حيث تشير المعطيات الحالية إلى أن إيران تستغل الفراغ الأمني والتوترات المحلية لتعزيز وجودها في شرق سوريا.

وتعمل القوات الموالية لإيران، بالتعاون مع القوات الحكومية السورية، على توسيع نطاق نفوذها، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.
فهذه التحركات تتزامن مع تصاعد التوترات المحلية، خاصة بين “قسد” والمجتمعات القبلية العربية.

كما ان هذه التوترات ليست جديدة، لكنها تفاقمت مؤخرًا بسبب الأساليب الصارمة التي تتبعها “قسد” في قمع الانتفاضات القبلية والتعامل مع المجتمعات العربية، وقد أدى هذا النهج إلى تعميق الفجوة بين “قسد” والمجتمعات المحلية، مما يزيد من احتمالية حدوث انهيار أمني مشابه لما شهدته أفغانستان.

 

 

ضرورة تعديل النهج الأمريكي تجاه “قسد”

في ظل هذه الظروف، يجب على واشنطن أن تتبنى نهجًا أكثر مرونة وواقعية في تعاملها مع “قسد”.

فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة اعتمدت بشكل كبير على “قسد” في قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلا أن القيادة الكردية لهذه القوات تسببت في نفور القبائل العربية، وفشلت المناشدات السابقة لتحرير النهج المتبع من قبل “قسد” في تحقيق نتائج ملموسة.

لذلك، يتعين على واشنطن استغلال احتمالية الانسحاب الأمريكي كأداة ضغط لإرغام “قسد” على أن تكون أكثر تجاوباً مع احتياجات المجتمعات القبلية العربية.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز الحوار مع الزعماء القبليين المعتدلين، الذين يفضلون التعاون مع الولايات المتحدة على الاندماج في الأيديولوجيات السلفية المتطرفة التي يتبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”.

فهؤلاء الزعماء يمكن أن يشكلوا العمود الفقري لقوات محلية سنية جديدة متحالفة مع “قسد”، مما يعزز استقرار المنطقة على المدى الطويل.

 

 

الدعم الإنساني والبنية التحتية

ولضمان نجاح هذا النهج، يجب أن تقترن الجهود الأمنية بدعم مشاريع إنسانية وتنموية، خاصة في مجالات المياه، والري، والزراعة. هذه المبادرات يمكن أن توفر فرص عمل للشباب السوريين، مما يسهم في تقليل تأثير القوى المتطرفة عليهم، سواء كانت مدعومة من إيران أو من النظام السوري.

وإحدى الخطوات العملية التي يمكن أن تبدأ بها هذه الجهود هي تشجيع “قسد” على الانسحاب من المدارس في دير الزور.

هذا الانسحاب قد يسهم في تقليل التوترات، ويجعل السكان المحليين أقل عرضة للوقوع تحت تأثير الشخصيات المدعومة من إيران.

علاوة على ذلك، فإن استئناف التعليم قد يساعد في تحسين تعليم الشباب، ويجعلهم أقل عرضة للانضمام إلى التنظيمات المتطرفة في المستقبل.

يذكر أن في ظل التحديات المتزايدة في شرق سوريا، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى نهجاً شاملاً يوازن بين الاحتياجات الأمنية والدعم الإنساني والتنمية الاقتصادية.

حيث إن انسحاب واشنطن من المنطقة في الوقت الحالي سيؤدي إلى نتائج كارثية، بما في ذلك عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” وتصاعد التهديدات الإيرانية، وللحفاظ على استقرار المنطقة، يتعين على واشنطن أن تخفف من حدة النهج الذي تتبناه “قسد” وأن تعمل على تعزيز التعاون مع المجتمعات القبلية المحلية.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *