بعد مقتل الفتاة العشرينية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق التابعة لقوات الأمن الإيرانية، والتي استعانت بقوات الباسيج، بعدما تم تعذيبها لوقت طويل بسبب أن حجابها غير مناسب على حد تعبيرهم.
فقام المواطنين في جميع شوارع ومحافظات إيران بالتظاهر والاحتياجات ضد النظام ومساوئة، واستخداموا أساليب جديدة، كاحتجاجاتهم في الشوارع، وكتابة الشعارات على الجدران، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح، وتشويه صور المسؤولين على مواقع التواصل الإجتماعي ليكون تأثير أكثر ديمومة، وأن محو الشعارات يتطلب طاقة إضافية من القوى القمعية، وظهرت مقاطع فيديو للمواطنين وهم يرددون الشعارات بشكل متزايد من النوافذ وأسطح المنازل.
كما تجاوز هاشتاج مهسا أميني على “تويتر” 98 مليوناً ويدعم المستخدمون المتظاهرين الإيرانيين، ودعم عدد من المشاهير التظاهرات والاحتياجات القائمة في البلاد.
ولكن قطعت السلطات الإيرانية الإنترنت بشكل متعمد وقمعت المتظاهرين، في عدد من المدن كما سيطرت عليها، واعتقال عدد من الشباب الجامعي اللذين خرجوا للتظاهر والإعتراض على ما حدث لمهسا أميني، وحجبت العديد من محركات البحث والمواقع الإلكترونية، مثل جوجل، داك داك جو، بينج، لمحاوتهم السيطرة على التظاهرات ومنع وصولها إلى العالم.
كما هدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي المتظاهرين بالرد بحزم على الاحتجاجات، وتذكير المحتجين بقمع احتجاجات 2019 – 2020، بقتل حوالي 1500 متظاهر برصاص كتائب النظام الأمنية، مثل قوات الباسيج، التي تستخدمها النظام لقمع أي تظاهرات.
وتكونت قوات الباسيج على يد الهالك آية الله روح الله الخميني، عام 1979، وأغلب أفرادها من الأماكن الريفية الفقيرة، وتتكون من جناحين رئيسين، كتائب الزهراء، وتضم الأعضاء الإناث، وكتائب عاشوراء، وتضم الأعضاء الذكور، كما تتم عملية الإعداد والتأهيل داخلها بإشراف من رجال الدين، الموجودين في المدن والمقاطعات والأحياء، فتكون التقييمات التي يحصل عليها الأفراد المرشحون من خلال أئمة المساجد والجمعيات، في مناطقهم المحلية، بمثابة ورقة القبول وبوابة المرور، التي يدلف منها الأعضاء الجدد إلى المنظمة الأمنية شبه العسكرية الباسيج.
ويرى النظام أن المحتجون مدعومين من النطام الأمريكي وبريطانيا، اي أن كل ا يحدث من احتجاجات هي مؤمرات خارجية.
فيسهل على النظام محاسبة المحتجين بحجه أنهم خونة ويتم زرع أفراد من قوات الباسيج وتقتل المتظاهرين بالكساكين، وبالرصاص والقناصات للسيطرة على هذه الاحتجاجات.
ويصر المتظاهرون على استكمال الاحتجاج والرهان على إسقاط النظام عبر إظهار هشاشته ومواجهته بتكتيكات جديدة لتنفيذ مطالبهم وإنهاء النظام الديني القائم على القمع والاعتقال وقتل النساء والأطفال.