مناهضون
“منذ سيطرة الإحتلال الإيراني على إقليم الأحواز، وعانى سكانه من الظلم والفساد ومحاولات لطمس الهوية، حيث أظهر الإحتلال كراهية ضد سكان الإقليم.”
ويُعرف عن الأحواز منذ القدم أنه إقليم أغلب سكانه من العرب ويتمتعون بالهوية العربية الأحوازية، إلا أنه في عام 1925، ضمت سلطات الانتداب البريطانية الأقليم لإيران، بعد خلع رضا بهلوي الشيخ خزعل الكعبي، وإعدامه، وغرو الأقليم واحتلاله من السلطات الإيرانية.
واتبعت إيران سياسة التمييز ضد عرب الأحواز في التوظيف وفي الثقافة، حيث منعتهم من تعلم اللغة العربية ومن استعمالها في المناسبات ومن تسمية أطفالهم بأسماء عربية، ومع ما تسمى بالثورة الإيرانية في 1979، ساهم الشعب العربي الأحوازي بقوة في إسقاط النظام الشاهنشاهي الدولة البهلوية أملاً في عودة دولة الأحواز العربية، عبر إقامة نظام ديمقرطي في إيران، وعندما استقر الأمر، وتشكلت أول حكومة مؤقتة، ما بعد الشاه، التقى وفد مع الخميني في مقره بمدينة قم الإيرانية، لكنه لم يبد تعاطفاً، فكان عرب الأحواز أول ضحايا النظام الجديد، وقمعت الحكومة المؤقتة في بداية الثورة انتفاضتهم السلمية التي طالبوا فيها بحكم ذاتي لإقليم الأحواز، وقاوم الأحواز على مدار تسعة عقود سياسة التفريس، وشهدت الساحة الأحوازية ثورات تحررية، وخلال عمليات تمرد مسلحة وحركات غير مسلحة لا تعد ولا تحصى، كرر عرب الأحواز عزمهم على مواصلة نضالهم ومقاومتهم للاحتلال وتأكيد سيادة الأحواز التي ضاعت أمام الغزو الإيراني.
وأدى اكتشاف النفط بالإقليم في 1908 إلى توطين مئات الآلاف من الفرس في الأحواز، ما غير التركيبة السكانية، واتبعت السلطات سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ 1928.
كما عانى سكان الاقليم من الظلم والإجراءات التعسفية وإلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية، كما تم إعلان الحكم العسكري، وحرمانهم من اختيار من يحكم بلدهم وحقوقهم السياسية، وقاموا بفرض ضرائب عليهم لتهجيرهم، ومنع حكومة الأحواز من الترجمة للغة العربية، ومنع تدريسها، ومصادره جميع الكتب العربية.
ويعد الأحواز من أغنى الأقاليم حيث يحتوي على 80% من نفط إيران، 33% من الثروة المائية في البلاد، وأقل الأقاليم حظاً من حيث توافر الخدمات والبنى التحتية، كما شهد النهر الأكبر في الإقليم عمليات تغيير مسار متكررة منذ سنوات لمحافظات أخرى في العمق الإيراني، لمواجهة مشكلة المياة المتفاقمة في أغلب الأقاليم الإيرانية الداخلية، وتسببت هذه السياسات في شح مياه الشرب في الإقليم، وانخفاض حاد في مستوى مياه الرى اللازمة لآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى انتشار التصحر، وتزايد العواصف الترابية، والإضرار بالبيئة بشكل عام، وهروب السكان من المناطق المتصحرة وبصفة خاصة الفلاحين إلى المدن المختلفة.
كما قامت سلطات الإحتلال الإيراني بنشر مقاتلين أجانب من العراق ولبنان لإستهداف قادة أحوازيين يعيشون خارج إيران.
وقام الإحتلال بإنشاء الكثير من السدود على نهري الكرخه وكارون، للتحكم بمياه النهرين، اللذين تنتشر على ضفتيهما ملايين من أراض زراعية يملكها المواطنون الأحوازيون ويعتبرونها مصدر رزق في حياتهم، فهي قليلة الأمطار، ويشكل هذا الأمر تهديدا للسكان، الذين يعتمد قسم كبير منهم على مياه النهر في ري زراعاتهم.
وفي عام 1979، قام الأحوازيين بانتفاضة للحصول على حكم ذاتي، لكن الانتفاضة قُمعت من قبل قوات الأمن الإيرانية، وقاموا بقتل العديد، وزادت الاحتجاجات الأحوازية.