مناهضون

لا يزال الفشل يُلاحق الاتفاق النووي الإيراني رغم محاولة دولة ما تُسمى بإيران بشرعنة الاتفاق وإعادته للواجهة مرة أخرى بعد الضربة التي تلقتها في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية، إن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني “في خطر” بعد أن تباعد الموقفان الأمريكي والإيراني في الأيام الأخيرة.

وأوضحت المصادر، أن الاتحاد الأوروبي يفقد الثقة في التوصل إلى اتفاق مع إيران وذلك بعد تعقد المشهد الفترة الماضية.

وبعد شهور من المفاوضات غير المباشرة المكثفة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا ، قدم الاتحاد الأوروبي مسودة اتفاق في أغسطس ، مما أثار الآمال في أن الصفقة كانت وشيكة.

لكن طهران وواشنطن قدمتا منذ ذلك الحين ردودًا على النص ، حيث اختلف الجانبان حول وضع التحقيق في برنامج إيران النووي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ومطالب إيران بأن تضمن الولايات المتحدة استمرارها في تلقي الفوائد الاقتصادية لتخفيف العقوبات، إلا أن الصفقة انهارت برمتها في وقت لاحق.

وتخلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الاتفاق النووي الإيراني من جانب واحد وفرض مئات العقوبات على إيران، إلا أنه حينما وصل جو بايدن لسدة الحكم في البيت الأبيض تعهد بالانضمام إلى الاتفاق ورفع العديد عن نظام الملالي الإرهابي.

ولكن كشفت الإدارة الأمريكية فيما بعد عن رأيها في المحادثات مع إيران ووصفتها بأنها غير بناءة لإعادة الاتفاق الإيراني بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل.

وتوقع مسؤولون أمريكيون أن عملية المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني قد تمتد إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر.

وأوضحت مصادر رفيعة المستوى أن التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني غير مطروح على الطاولة أو حتى في المستقبل القريب.

وركزت الاتفاقية النووية التي كانت قيد التفاوض منذ دخول بايدن البيت الأبيض في يناير 2021 على رفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من قدرة طهران على الوصول إلى القدرة على صنع سلاح نووي.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه في إطار الاتفاق النووي الجديد ، لن تكون إيران قادرة على تخصيب اليورانيوم بما يزيد عن 3.67 في المائة ولا يمكنها الوصول إلى المستوى الذي يمكن عنده إنتاج سلاح نووي، كما سيستمر هذا القيد على برنامج إيران النووي حتى عام 2031 بموجب الاتفاق المقترح.

وأكد المسؤولون، أن إيران بحاجة إلى التخلي عن كل اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ و 60٪ في حوزتها كجزء من الاتفاقية مئات الكيلوجرامات من اليورانيوم المخصب يجب إزالتها من إيران أو تخفيفها، كما سيتم إزالة أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وتخزينها على الأراضي الإيرانية في مستودع تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أن إيران لن تكون قادرة على إجراء أي معالجة للبلوتونيوم ، والتي يمكن استخدامها لأغراض الأسلحة، وستعيد تصميم مفاعل البلوتونيوم في أراك حتى لا تتمكن من إنتاج مادة لقنبلة نووية.

وتعهدت إدارة بايدن بأنه في حال التوقيع على الاتفاق من جديد، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون قادرة على تجديد رقابتها الصارمة على المنشآت النووية في إيران.

واتهم المسؤولون الأمريكيون بأن رد طهران الأخير يشير إلى أنها ليست مستعدة للعودة إلى اتفاق في المستقبل القريب ، حيث فشلت في التعاون في تحقيق في آثار مواد نووية غير معلنة.

وتبادلت الولايات المتحدة وإيران الردود عبر الاتحاد الأوروبي على اقتراح قدمه كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل، حيث قدمت إيران ردها الأولي في منتصف أغسطس، وردت عليها الولايات المتحدة بعد حوالي أسبوع، ويُذكر أن إيران أرسلت أحدث رد لها مؤخرًا والذي لاقى انتقادات واسعة من واشنطن.

وخلال شهر يونيو الماضي، انتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران، ودعا إلى تقديم تفسيرات حول سبب العثور على جزيئات اليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة في عام 2019.

وتتقعد الأمور أكثر على إيران الفترة المقبلة، وسط توقعات بفشلها في الوصول إلى شرعنة الاتفاق النووي الإيراني من جديد وذلك بعدما عطله ترامب قبل رحيله عن البيت الأبيض.