مناهضون
“سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي”.
“مشاريع الحرس الثوري الإيراني”.
“الماشية تنفق والأسماك تموت”.
“الأحواز تموت عطشًا”.
“تجفيف هور العظيم”.
“التهجير القسري”.
مع حرارة الصيف المرتفعة في الأحواز وارتفاع استهلاك المياه وانخفاض منسوب الأمطار وتراجع رصيد المياه الجوفية في العام الأكثر جفافا منذ 50 سنة ونقل مياه نهر كارون من الأحواز العربية المحتلة من قبل الدولة الفارسية “إيران” إلى محافظة أصفهان في العمق الإيراني ، تشير تقديرات إلى أن إيران الأحواز مقبلة على “أزمة نقص مياه” قد تتحول لـ”حرب مدن” ضد سلطات الاحتلال، في حال استمرارها، ما يجعلها أحد أسخن الملفات أمام رئيس دولة الاحتلال الجديد إبراهيم رئيسي.
شح المياه في الأحواز
الأحواز تموت عطشًا، حيث تتواصل حرب المياه التي تشنها سلطات الاحتلال ضد الأحوازيين، لإجبارهم على الهجرة من أرضهم، وذلك عبر تجفيف مصادر المياه وتلويثها أو تحويل مسارها تجاه العمق الفارسي.
المياه تجف والأرض تبور، الماشية تنفق والأسماك تموت، وأبناء الأحواز المحتل الذي كان غنيًا بالأراضي الخصبة يموتون عطشًا، وهذا أحد سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي التي ينتهجها المحتل الفارسي ضد أبناء الإقليم العربي.
وحتى وقت قريب، كان الإقليم العربي من أكبر منتجي الزراعة طوال عقود، كما يحتوي على أكبر نسبة لموارد النفط والغاز، ويشكل معدل المياه الجارية فيها بما يعادل 33% من كل المياه الجارية في دولة الاحتلال الإيراني.
إلا أن المشروعات الفاشلة للحرس الثوري وسياسات المحتل القمعية، سعت من خلالها إقامة سدود على عدة أنهار دون دراسات جدية، وتحويل مجراها لمحافظات أخرى داخل الدولة الفارسية.
فمنذ عام 2007، تواجه المنطقة أزمة جفاف قاتلة بسبب سياسة الاحتلال الفارسي والاستهداف الممنهج ضدها، بغية دفع أبناء الإقليم العربي للهجرة إلى المناطق الفارسية، ثم الاستيلاء على أراضيهم في إطار مشروع طمس الهوية الأحوازية.
وتعتبر الأحواز الخزان المائي الأهم لدولة الاحتلال، حيث يوجد فيها أهم الأنهار كنهر كارون ونهرا الكرخة والجراحي، مع ذلك باتت من أكثر أنهار العالم تلوثاً، بسبب سياسات النظام المحتل.
وقامت سلطات الاحتلال الإيراني بقطع المياه عن الأحوازيين ما أدى إلى هلاك محاصيلهم، وأصدرت قرارًا يمنع زراعة محاصيل تستهلك الكثير من المياه كمحصول الأرز، كما حولت مصارف الصرف الصحي والنفايات الصناعية، إلى مجرى نهر الكرخة.
كما أقدم الاحتلال الفارسي على فعل مُفجع آخر، بتجفيف هور العظيم أحد أكبر أهوار الأحواز، فأحرق المحتل الإيراني أكثر من ٢٨ ألف هكتار من أراضي الهور.
وفي تلك الأرض الخصبة، أصبحت الأنهار مثل الكرخة وكارون والجراحى، وكذلك المستنقعات مثل هور العظيم وهور الحويزة وهور الفلاحية، تعاني من الجفاف القاتل وكأنها تكافح الموت.
التلوث البيئي في الأحواز
وحذر خبراء البيئة من أن كارثة التلوث البيئي، تهدد بقتل أبناء الإقليم العربي، أو إخلائه من سكانه والهجرة التامة خلال السنوات القليلة القادمة، وذلك بسبب التلويث المتعمد للبيئة وجعل الإقليم غير قابل للعيش لتفشي الأمراض التنفسية والأوبئة الخطيرة.
واعتبرت منظمة الصحة العالمية WHO، في عام 2019، مدينة الأحواز الأكثر تلوثًا في العالم، وذكرت أن الجسيمات العالقة في هذه المدينة وفقًا للمقياس “PM10” تبلغ 372 ميكروجرامًا في المتر مكعب.
تلك السياسات القمعية التي دأب عليها المحتل الفارسي ضد الأحوازيين، أدت إلى تصاعد الغضب الشعبي واتساع دائرة الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني في عدة مناطق بالأحواز.
ونظم المئات من الفلاحين والمزارعين في عدة مناطق أحوازية احتجاجات واسعة، انضم إليهم عدد كبير من المواطنين ونشطاء البيئة.