مناهضون
في ٣٠ مايو عام ١٩٧٩، شهدت مدينة المحمرة عاصمة الأحواز آنذاك مجزرة لن تمحو من تاريخ الإقليم العربي المحتل من قبل السلطات الإيرانية منذ ١٩٢٥.
ويعتبر الأدميرال أحمد مدني وزير الدفاع الإيراني سابقاً الذي عينه رئيس وزراء إيران مهدي بازركان محافظاً للأحواز المتهم الرئيسي في تلك المجزرة .
أسباب كانت مقدمة للمذبحة.. المشاركة بالثورة الإسلامية و١٢ مطلب أحوازي
وهناك عدة أسباب كانت مقدمة لأحداث تلك المجزرة، فبعد قيام الثورة الخمينية التي شاركت فيها الشعوب الغير الفارسية على أمل الإعتراف بهويتهم وعلى رأسهم الأحواز الذين توجهوا إلى طهران بعد نجاح الثورة وطالبوا بعدد من المطالب على أمل تحقيقها.
ولم ترتقي تلك المطالب إلى طلب الحكم الذاتي بل كانت الاعتراف بالقومية العربية ، تشكيل مجلس محلي في المنطقة، تشكيل محاكم عربية، اعتبار اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الأحواز واللغة الفارسية هي اللغة الرسمية في عموم إيران، التدريس في المدارس باللغة العربية ، تأسيس الجامعات و التدريس فيها باللغة العربية ، حرية النشر والإعلام و طبع الكتب وبث إذاعي من راديو وتلفزيون، أولوية التوظيف لأبناء المنطقة، اشتراك المواطنين العرب في الجيش وسلك الشرطة المحلية، تخصيص قسط كاف من الموارد النفطية لإعمار المنطقة، تسمية المدن و القرى وجميع الأحياء بأسمائها التاريخية العربية والمشاركة في الحكومة المركزية.
مرواغة الخميني.. وعد فأخلف
الخميني رواغ الأحواز حيث وافق على مطالبهم ولكن لم يطبقها على أرض الواقع، وبدأ الاحتلال الفارسي في تشكيل مليشيات لمواجهة شباب الأحواز الذين باتوا أكثر وعيا بقضيتهم بعد الثورة الخمينية، وكذلك استخدام السلاح والتوعية الثقافية المضادة للثقافة العربية وزرع بذور الحقد في نفوسهم ضد التنظيمات والقوى الوطنية الاحوازية.
الأربعاء الأسود.. تطويق المراكز الثقافية وإطلاق الرصاص بشكل عشوائي
وبالفعل يوم الأربعاء ٣٠ مايو ١٩٧٩م، شهدت مدينة المحمرة المذبحة وكان الفرس يقتلون اطفال ونساء ورجال وشيوخ وشباب الأحواز، وشهدت المدينة في ذلك اليوم عدد كبير من الشهداء والجرحى والمصابين من الرجال والنساء والاطفال.
وفي تفاصيل هذا اليوم، طوقت السيارات العسكرية والقوات البحرية و الميليشيات الفارسية والموالية لهم من العرب المرتزقة المراكز الثقافية و السياسية وتم اطلاق النار بشكل عشوائي على المارة وأصحاب المحلات واستشهد المئات على اثر ذلك.
كما أغرقت القوات البحرية قوارب كانت تحمل العمال والموظفين الذاهبين من منطقة كوت الشيخ إلى أعمالهم في الجانب الثاني من النهر وشط العرب وتم مداهمة المئات من المنازل من قبل المليشيات واعتقل المئات من الشباب العربي وكانت السيارات العسكرية تقوم بنقلهم إلى الشمال الاحوازي حيث مدينتي تستر والقنيطرة على بعد أكثر من 120 كيلو متر عن المحمرة.
نتائج مذبحة المحمرة.. ٣ أيام من المعارك وأكثر من ٨٠٠ شهيد
واستمرت تلك المذبحة ثلاثة أيام، ونتج عن هذه المجزرة قتل واعدام أكثر من ٨٠٠ شخص من عرب الأحواز وجرح واعتقال المئات لدى سلطات الدولة الفارسية، المحتلة لإقليم الأحواز.
ويحيي الأحوازيون الذكرى الحادي والاربعون لتلك المجزرة، كل عام بنشر صور ومقاطع فيديو وثقت تفاصيل المذبحة، وتوضح كيف كانت مدينة المحمرة مسرحا لأبشع جرائم الإبادة في تاريخ الشرق الأوسط، التي ارتكبها نظام اعتمد على الإرهاب والقتل والترويع منذ نشأته.