مناهضون
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، أقدمت حكومة الاحتلال الإيراني على اتخاذ خطوات عملية لتغيير اسم الأحواز إلى “خوزستان”، وهو الإقليم الذي يمثل القلب الصناعي والنفطي للبلاد ويقطنه العرب الأحوازيون، ويأتي هذا القرار في سياق طويل من السياسات الإيرانية الرامية إلى طمس الهوية العربية والوجود الثقافي واللغوي لشعب الأحواز، ويعكس محاولات مستمرة لإعادة صياغة الهوية الجغرافية والسياسية للإقليم بما يتماشى مع الأيديولوجيا المركزية لنظام الاحتلال الإيراني.
ويمثل هذا الإجراء أحد أبرز محاولات “الفرسنة القسرية”، وهي سياسة تعتمدها سلطات الاحتلال الإيراني منذ عقود، تهدف إلى استبدال التسميات العربية بتسميات فارسية، إلى جانب إعادة رسم الحدود الإدارية بطريقة تحد من النفوذ العربي المحلي وتُضعف الانتماء القومي للشعب الأحوازي.
فالأحواز غني بالموارد الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز، ويتميز بتركيبة سكانية عربية منذ قرون، فحاولت دولة الاحتلال الإيراني فرض تسميات فارسية على المدن والقرى العربية منذ أوائل القرن العشرين، بهدف دمج الإقليم ضمن النسيج الإيراني الفارسي.
ومع مرور الوقت، أصبح تغيير الأسماء أداة سياسية مهمة لمحو الهوية العربية وإضعاف المطالب القومية للأحوازيين.
ـ تفاصيل القرار الإيراني:
بحسب التقارير المحلية والإقليمية، فإن حكومة الاحتلال الإيراني تبنت رسميًا خطة لتغيير اسم الأحواز من إلى “خوزستان”، مع تنفيذ حملات إعلامية رسمية لدعم هذا القرار وتقديمه كإجراء إداري عادي.
وتشمل الخطط المعلنة إعادة تسمية المدن والقرى والشوارع والمرافق العامة، وربما تشمل تعديل الوثائق الرسمية للمواطنين، بما يعزز الطابع الفارسي للأحواز على حساب هويته العربية.
ـ دوافع القرار:
طمس الهوية العربية: القضاء على الأسماء العربية القديمة ومحاولة تحويل الأحواز إلى هوية فارسية.
السيطرة السياسية: تعزيز سلطة الدولة المركزية على الأحواز وتقليص أي مطالب محلية بالاستقلالية أو الإدارة الذاتية.
الموارد الاقتصادية: السيطرة على الموارد النفطية والغازية في الأحواز بدون اعتراض أو مطالبات محلية.
إعادة التأكيد على الفارسية: إدخال السياسة الثقافية واللغوية الفارسية في التعليم والإعلام، بما يعزز الاندماج القسري للأحواز ضمن الهوية الإيرانية الرسمية.
ـ ردود الفعل المحلية والدولية:
أثارت هذه الخطوة غضب السكان العرب المحليين، الذين يرون فيها محاولة لتهميش هويتهم القومية والثقافية.
وقد ظهرت تحذيرات من منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي رأت في إعادة التسمية جزءًا من محاولات “الفرسنة القسرية” وانتهاك الحقوق الثقافية لشعب الأحواز.
وعلى الصعيد الدولي، طالبت بعض الجهات الإقليمية، خاصة في الدول العربية، إيران بالالتزام بالمعايير الدولية لحقوق الأقليات والحفاظ على التنوع الثقافي.
ـ الأبعاد الاستراتيجية والسياسية:
تغيير اسم الأحواز ليس مجرد مسألة إدارية، بل له أبعاد سياسية استراتيجية:
يضعف الاحتجاجات القومية والحقوقية في الأحواز.
يساهم في تكريس التبعية الإدارية والثقافية للإدارة الإيرانية المركزية.
يرسخ الصورة الذهنية للأحواز كجزء لا يتجزأ من الهوية الإيرانية الرسمية، ويقلل من فرص الاعتراف الدولي بالوجود العربي هناك.





