مناهضون
تمر الذكرى السادسة لانطلاقة حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز في 30 أكتوبر 2025، وهي مناسبة تستدعي النظر في مسار المقاومة الأحوازية منذ تأسيس الحركة في عام 2019.
حيث ولدت الحركة من رحم المعاناة تحت الاحتلال الإيراني، لم تكن مجرد تنظيم سياسي أو عسكري، بل تجسيد لإرادة شعب يرفض القهر ويصون هويته الوطنية.
فمنذ انطلاقتها، اتخذت الحركة من تحرير الأحواز هدفًا أسمى، ومن الدفاع عن كرامة الإنسان الأحوازي قاعدة أساسية في نشاطها، وقد ساهمت خلال السنوات الماضية في تعزيز الهوية الوطنية، وصقل النضال السياسي والثقافي، وربط القضية الأحوازية بالقضايا العادلة على المستوى الإقليمي والدولي، ما جعل صوت الأحواز يُسمع على الساحة العالمية ويثير اهتمامًا متزايدًا بين القوى الداعمة للحرية وحقوق الإنسان.
ـ مسيرة الحركة ونضالها المستمر:
منذ اليوم الأول لانطلاقتها، ركزت حركة رواد النهضة على بناء استراتيجية نضالية شاملة تجمع بين المقاومة السياسية، الإعلامية، الثقافية والميدانية.
فقد عملت على توعية المجتمع الأحوازي بحقوقه، وتعزيز الانتماء الوطني والوعي بالهوية العربية الأحوازية، وسط بيئة مليئة بالقمع والاضطهاد الثقافي واللغوي.
كما سعت الحركة إلى بناء شبكات تواصل مع قوى التحرر العربية والدولية، معتبرة أن قضية الأحواز ليست قضية محلية فحسب، بل قضية عادلة تتعلق بالكرامة الإنسانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو ما عزز من مكانتها على الساحة الدولية ورفع صوت القضية الأحوازية بشكل لم يكن موجودًا قبل 2019.
ـ التضحيات وأبطال المقاومة:
في هذه الذكرى، تتوقف الحركة عند تضحيات شهدائها وأسراها، الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن.
فقد ارتقى العديد من الأبطال الذين رفضوا الانصياع للاحتلال، وكانوا صامدين أمام المحاكمات الصورية والاتهامات الباطلة التي فرضها نظام الاحتلال الإيراني.
وأكدت الحركة أن دماء الشهداء لم تذهب هباء، بل أصبحت منارةً تُضيء طريق التحرير، ورمزًا للصمود والثبات في مواجهة القمع، ودرسًا لكل الأجيال بأن الحرية لا تُنال إلا بالنضال والمقاومة.
ـ التحديات الإعلامية والدبلوماسية:
خلال السنوات الماضية، واجهت الحركة حملات تشويه منظمة شنّتها وسائل الإعلام الإيرانية بعد تصاعد الأزمات الدولية لنظام الاحتلال الإيراني، مثل قرار الحكومة الأسترالية بطرد السفير الإيراني من كانبرا.
وحاولت هذه الحملات ربط الحركة بأحداث وملفات أمنية مفبركة، وصورتها كجهة “محرضة”، لكن الحركة أكدت أن نشاطها في الساحة الدولية مشروع وسلمي، يستند إلى القانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وتوضح هذه الحملات الإعلامية الفاشلة مدى شعور نظام الاحتلال الإيراني بالتهديد من صعود الحراك الأحوازي في الخارج، وعجزه عن مواجهة خطاب الحركة العقلاني والمنطقي الذي يدافع عن حقوق شعبها.
ـ ثوابت الحركة واستراتيجيتها الوطنية:
تؤكد الحركة على عدة نقاط أساسية تمثل مبادئها الثابتة:
– حق تقرير المصير: الشعب الأحوازي له الحق الكامل في استعادة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني.
– رفض الاحتلال: رفض كل أشكال الاحتلال والتمييز القومي الذي يمارسه نظام الاحتلال الإيراني.
– توحيد الصفوف: الدعوة إلى توحيد الصف الأحوازي وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي خلافات.
– النضال المتكامل: الالتزام بالنضال السياسي، الإعلامي، الثقافي والميداني ضمن استراتيجية وطنية واضحة.
– الدعم الدولي: دعوة الأشقاء العرب والأحرار في العالم لدعم القضية الأحوازية باعتبارها قضية تحرر وطني عادلة.
– استمرار المقاومة: استمرار المقاومة الشاملة بكافة أشكالها المشروعه حتى استعادة الحقوق وتحقيق الحرية.
كما شددت الحركة على أن المقاومة المسلحة تمثل خيارًا استراتيجيًا مشروعًا، وأن الدفاع عن الأرض والحقوق الوطنية جزء لا يتجزأ من مسارها النضالي، مؤكدة أن الأحواز ستظل حرة وأن الشعب الأحوازي لن يساوم على حريته وكرامته مهما كانت التحديات.
ـ البعد الإنساني والاجتماعي:
إضافة إلى المقاومة السياسية، تعمل الحركة على تسليط الضوء على الوضع الإنساني في الأحواز، حيث يعاني السكان من الاستيطان القسري، وانتهاكات حقوق الإنسان، والتهجير القسري للمواطنين، مما يزيد من حجم المعاناة ويؤكد الحاجة الماسة للتضامن الدولي مع الشعب الأحوازي.
وقد أظهرت السنوات الست الماضية أن الحركة قادرة على الجمع بين العمل الميداني، والتوعية الثقافية والسياسية، والدفاع عن حقوق الإنسان، ما يجعلها نموذجًا للمقاومة الوطنية المنظمة التي تجمع بين القوة والإرادة السياسية.





