مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الحشد الشعبي.. كيف تحول لأداة لقمع احتجاجات الأحواز؟

مناهضون

 

منذ تأسيسه في عام 2014 لمواجهة تمدد تنظيم داعش في العراق، برز الحشد الشعبي كأحد أهم الكيانات العسكرية السياسية في المنطقة، وبالرغم من الدور الذي لعبه في حماية الأراضي العراقية من خطر الإرهاب، إلا أن مساره لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحوّل إلى قوة متعددة الأبعاد ذات تأثير سياسي واقتصادي وعسكري عابر للحدود.

 

ـ النشأة والسياق:

عام 2014: مع اجتياح تنظيم داعش لمدن عراقية كبرى، أصدر المرجع الشيعي علي السيستاني فتوى “الجهاد الكفائي” التي دفعت آلاف العراقيين للانخراط في التشكيلات المسلحة.

تأسيس الحشد الشعبي: وُلد كتحالف من ميليشيات شيعية مسلّحة، بعضها قديم كـ”عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله”، وبعضها جديد.

الدعم الإيراني: لعبت إيران دورًا مركزيًا في التنظيم والتسليح والتدريب، ما منح الحشد بعدًا إقليميًا يتجاوز الإطار الوطني.

الشرعنة الرسمية: أقر البرلمان العراقي عام 2016 قانونًا جعل الحشد جزءًا من المؤسسة الأمنية، لكنه ظل يحتفظ باستقلالية واسعة عن سلطة الدولة المباشرة.

 

ـ التحوّل إلى أداة قمعية:

على الساحة العراقية

قمع احتجاجات 2019: تقارير حقوقية عديدة (مثل هيومن رايتس ووتش) وثّقت استخدام فصائل مرتبطة بالحشد الرصاص الحي والقناصة وعمليات الاختطاف ضد متظاهرين سلميين في بغداد ومدن الجنوب.

تصفية الناشطين: رُبطت بعض الاغتيالات السياسية والاختفاءات القسرية بجهات محسوبة على الحشد، ما عزّز صورته كأداة قمعية داخلية.

 

الامتداد الإقليمي:

سوريا: أُرسل مقاتلون من الحشد لدعم قوات النظام السوري في معارك حلب ودير الزور، تحت مظلة “حماية المزارات”.

لبنان واليمن: تقارير متفرقة تحدثت عن تنسيق وتبادل خبرات بين الحشد وميليشيات أخرى موالية لإيران.

الأحواز: ظهرت اتهامات في الإعلام المحلي والمعارض بانتقال عناصر من بعض فصائل الحشد إلى إيران، تحديدًا الأحواز، للمشاركة في قمع تظاهرات متكررة، خاصة خلال احتجاجات 2018 و2021، حيث رُصدت عمليات قمع دامية ضد المحتجين المطالبين بالماء والعدالة الاجتماعية.

 

ـ الحشد واحتجاجات الأحواز:

طبيعة الاحتجاجات

يشهد الأحواز ذي الأغلبية العربية احتجاجات متكررة منذ عقود ضد سياسات التمييز القومي، مصادرة الأراضي، تجفيف الأنهار، وتغيير التركيبة السكانية.

خلال احتجاجات 2019 و2021، تصاعدت التظاهرات على خلفية أزمة المياه وانقطاع الكهرباء، لتتحول إلى هتافات سياسية مناوئة لنظام الاحتلال الإيراني.

 

الاتهامات الموجهة للحشد:

تقارير إعلامية عربية وأحوازية أكدت أن الحرس الثوري الإيراني استعان بعناصر من ميليشيات عراقية مرتبطة بالحشد لتدعيم قواته في مواجهة المظاهرات.

الهدف من الاستعانة: خبرة الحشد في تفريق المظاهرات والعمل الميداني في المدن، التي اكتسبها خلال احتجاجات العراق.

بعض الشهادات تحدثت عن انتشار عناصر بلهجة عراقية، ما أثار الشكوك حول وجود قوات غير إيرانية في عمليات القمع.

 

صعوبات التحقق:

لا توجد تقارير دولية مستقلة تثبت الوجود الميداني المباشر للحشد في الأحواز.

لكن سجلّ الحشد في القمع الدموي بالعراق، وتعاونه الوثيق مع الحرس الثوري، يجعلان هذه الاتهامات قابلة للتصديق من حيث المنطق السياسي والأمني.

 

ـ الآليات التي مكّنت الحشد من لعب هذا الدور:

التغلغل في مؤسسات الدولة العراقية: الحماية القانونية حالت دون مساءلة حقيقية عن نشاطاته.

الدعم الإيراني المباشر: تسليح وتدريب وتمويل سمح بمرونة الحركة عبر الحدود.

الخبرة العملياتية: خبرة ميدانية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية بالعراق.

الشرعية الدينية والسياسية: استخدام خطاب “حماية الأمن القومي” أو “محاربة الفتنة” لتبرير القمع.

 

ـ الانعكاسات:

على العراق: يفاقم الدور القمعي للحشد من أزمة الشرعية السياسية داخليًا.

يضعف مؤسسات الدولة ويُبقي العراق رهينة نفوذ الفصائل الولائية لإيران.

 

على إيران: يعكس اعتماد طهران على ميليشيات أجنبية حجم أزمتها الداخلية.

يزيد من مشاعر السخط في الأحواز، إذ يعتبر السكان أن القمع يتم بأيدٍ غير إيرانية.

 

على المنطقة: يعزز صورة الحشد كذراع إقليمية لإيران وليست مجرد قوة عراقية.

يفاقم مخاوف دول عربية وغربية من تمدد نفوذ الميليشيات عبر الحدود.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *