مناهضون
أصدر هيئة علماء المسملين في العراق، بيانا يخص المشهد السوري وتداعيات الأحداث فيه، مؤكدًا أن ما تتعرض له سوريا على المستويين الرسمي والشعبي من ضغوط خارجية وداخلية، وتحديات كبيرة وكثيرة؛ على الرغم مما فيها من مشكلات، وتعقيدات، وظروف صعبة؛ يستدعي الاهتمام والمتابعة والنظر والتحليل؛ انطلاقًا من الثوابت الشرعية المتعلقة بالاهتمام بشؤون المسلمين، والإحاطة بأحوالهم، والسعي نحو تحقيق مصالحهم ودرء المفاسد عنهم التي تهددهم وتضرهم-ما أمكن ذلك-. 

وأضافت الهيئة، أن سياسة التحريض التي تتبناها وسائل إعلام مدفوعة من أنظمة ودوائر سياسية غربية وغير غربية، بالتوازي مع زيادة الضغط الصهيوني يومًا بعد آخر على سوريا -أمنيًا وسياسيًا- بهدف إجبار دمشق على سلوك طرق غير مقبولة؛ في طليعة التحديات التي تواجهها البلاد منذ انتصار الثورة السورية والبدء بإرساء النظام السياسي الجديد فيها، بعدما كانت البلاد غارقة في لجج الطغيان الذي امتد قرابة أربعة عقود، مما يؤكد وجود مشاريع لا تريد لسوريا الاستقرار ولا ترغب في أن تكون رقمًا مهمًا في المنطقة وطرفًا مؤثرًا في معادلات الصراع التي تشهدها.
وأوضحت الهيئة، أن العدوان الصهيوني المتسلسل على أنحاء سوريا المختلفة، والتوغلات التي يشنها جيش الاحتلال داخل الأراضي السورية، بموازاة التحركات الداخلية ذات الطابع الانفصالي القائم على الطائفية والعرقية في بعض أنحاء البلاد؛ مؤشر جدير بأن يؤخذ بنظر الاعتبار ويُسلط عليه الضوء في دائرة الاهتمام، لما يتضمنه من نيات خطيرة تنم عن مشاريع يجري طبخها دوليًا وإقليميًا تسعى إلى إلحاق السوء والأذى بالشعب السوري، وإلى فرض واقع قسري لا يُعبّر عن تطلعات السوريين ولا يمثل هويتهم الجامعة، وهو ما يفرض علينا القيام بواجبنا، وبذل الجهد على المستويات كافة، في سبيل التصدي لهذه المخاطر والتحديات ومواجهتها وإحباطها.
وتابعت الهيئة: “ومن المنطلق نفسه؛ فلا بد لنا من النصح ما أمكن، والدلالة على سبل الخير ما استطعنا لذلك سبيلًا، ومن ذلك: دعوة القيادة السورية الجديدة -التي التف حولها الشعب السوري وعول عليها بعد الله- إلى إدامة زخم التواصل مع نخب البلاد وفئاتها المختلفة، وتوسعة مجالات العمل المشترك بينها، وزيادة الانفتاح النافع على التوجهات الخيرة في الأمة، التي دعمت الثورة السورية، وما زالت تسندها، وتدفع عنها الظنون والشرور قدر استطاعتها”.