مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

الزلازل في الأحواز.. عبث الاحتلال بالبنية التحتية كلمة السر

مناهضون

 

 

تتعرض الأحواز المحتلة بين الحين والآخر لهزات أرضية وزلازل متفاوتة القوة، في ظاهرة طبيعية معروفة في إقليم غني بالنفط والغاز ويقع على خط الزلازل النشط في جنوب غرب إيران، إلا أن ما يميز الزلازل في الأحواز ليس فقط طبيعتها الجيولوجية، بل حجم الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها، والذي يفوق المعدلات المتوقعة في مناطق مشابهة.

 

ويرى خبراء ومتابعون أن السبب الرئيس يكمن في سياسات الاحتلال الإيراني التي عبثت بشكل ممنهج بالبنية التحتية للمدن الأحوازية، ما جعل السكان أكثر عرضة للخطر مع كل هزة أرضية.

 

الزلازل ظاهرة طبيعية تتفاقم بفعل الإهمال:

يعد الأحواز منطقة زلزالية بطبيعتها بحكم موقعه الجغرافي على خطوط صدع نشطة، وعلى مدار العقود الماضية شهدت مدن مثل المحمرة، عبادان، الأحواز العاصمة، ودهدشت، سلسلة من الهزات الأرضية التي أودت بحياة العشرات وألحقت دمارًا بالمنازل والمرافق العامة.

لكن ما يلفت الانتباه هو أن قوة هذه الزلازل عادة لا تكون كافية لحدوث انهيارات جماعية، وهو ما دفع محللين إلى القول إن الخسائر مرتبطة بجودة الأبنية ورداءة البنية التحتية أكثر مما ترتبط بشدة الزلازل ذاتها.

 

البنية التحتية تحت رحمة الاحتلال:

منذ احتلال إيران للأحواز عام 1925، انتهجت السلطات سياسة تهميش وتدمير متعمد للبيئة العمرانية في الإقليم. ومن أبرز صور هذا العبث:

ـ غياب معايير السلامة في البناء: المباني الحكومية والمجمعات السكنية التي تشيدها شركات مرتبطة بالحرس الثوري تفتقر إلى أبسط معايير مقاومة الزلازل، رغم أن إيران دولة مصنفة زلزاليًا.

ـ إهمال صيانة البنى التحتية: شبكات المياه والكهرباء والطرق في حالة تهالك مزمن، مما يضاعف من آثار أي هزة أرضية ويحولها إلى كارثة.

ـ التمييز في الخدمات: بينما تحظى مدن فارسية مثل أصفهان وطهران بمشروعات مضادة للكوارث، يُترك الأحوازيون لمصيرهم دون خطط طوارئ أو ملاجئ آمنة.

ـ مشروعات استخراج النفط والغاز: الحفر العشوائي واستخراج الموارد دون مراعاة للبيئة أدى إلى تصدع الأراضي وزيادة احتمالية وقوع أضرار جسيمة عند أي هزة أرضية.

 

استغلال الكوارث:

تتهم منظمات حقوقية سلطات الاحتلال الإيراني باستغلال الكوارث الطبيعية في الأحواز لتكريس سيطرتها.

فعقب كل زلزال، تتأخر فرق الإنقاذ في الوصول إلى المناطق المنكوبة، فيما يُفرض حصار إعلامي يمنع تغطية حقيقة الأوضاع.

وفي حالات كثيرة، يستغل النظام الأزمات لإعادة تهجير السكان العرب من مناطقهم بحجة “إعادة الإعمار”.

 

أصوات محلية ودولية تحذر:

ناشطون أحوازيون أكدوا أن الخسائر ليست قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة للسياسات الإيرانية التي تعمدت إضعاف مقاومة المدن.

فيما أشار خبراء هندسيون إلى أن تكلفة إدخال معايير مقاومة الزلازل أقل بكثير من الخسائر الناتجة، لكن غياب الإرادة السياسية هو العائق.

ودعت منظمات حقوقية دولية، بينها “هيومن رايتس ووتش”، مرارًا إلى التحقيق في تمييز السلطات الإيرانية في الاستجابة للكوارث بين المناطق الفارسية والمناطق العربية في الأحواز وبلوشستان.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *