مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

سقوط بشار الأسد.. بداية تحذير لانهيار النظام الإيراني

مناهضون

 

 

لم يكن سقوط بشار الأسد لحظة درامية مفاجئة، ولم يحدث نتيجة معركة حاسمة أو خيانة داخلية غيّرت موازين السلطة.

كما لم يكن انهياره نتيجة خطأ سياسي قاتل أدى إلى زوال نظامه في لحظة واحدة، بل جاء سقوطه عبر عملية تآكل بطيئة، حيث انهار النظام تدريجياً من الداخل تحت وطأة أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية تراكمت على مدى سنوات، حتى فقد قدرته على الصمود.

ورغم أن بعض التحليلات تركز على المشاهد الأخيرة لسقوط الأسد، من خسائر إقليمية، وانشقاقات داخلية، وانهيار عسكري متسارع، إلا أن هذه لم تكن سوى أعراض لسقوط كان سببه الحقيقي أعمق بكثير.

لم يكن الأسد ضحية خطأ فردي، بل كان ضحية تراكم مستمر من الأزمات الاقتصادية، والمتغيرات الإقليمية، وعجزه عن إدراك حدود نفوذه.

تجاهل الشروخ التي تصدّعت في أركان حكمه، وظن أن القوة وحدها كفيلة بإبقاء الأمور تحت السيطرة، لكنه اكتشف في النهاية أن هذا الرهان لم يكن سوى وهم.

واليوم، يقف النظام الإيراني أمام تحذير صارخ مما قد يحدث له مستقبلاً.

 

 

فالعوامل التي أسقطت الأسد ليست بعيدة عن طهران، بل تتكرر بصيغ مختلفة: اقتصاد يترنح تحت العقوبات، اضطرابات داخلية متصاعدة، وتمدد إقليمي بات مكلفًا أكثر مما يحتمل.

وكما فشل الأسد في تجاوز أزماته رغم دعم إيران وروسيا، فإن النظام الإيراني يواجه تحديات متفاقمة قد تقوده إلى المسار ذاته، حيث يبدأ التآكل من الداخل قبل أن ينهار بشكل لا رجعة فيه.

استقرار المنطقة لم يعد مرهونًا فقط بقدرة الفصائل السورية على التوصل إلى تسوية، بل أصبح مرتبطًا أيضاً بمصير طهران.

وإذا استمرت القيادة الإيرانية في تجاهل التحذيرات، وتكرار أخطاء الأسد في الرهان على القمع والقوة العسكرية، فقد يكون سقوط بشار الأسد مجرد الفصل الأول في مسلسل انهيار أوسع يمتد ليشمل داعميه أنفسهم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *