مناهضون
منذ ما يقرب من ربع قرن، عاش السوريون تحت حكم بشار الأسد، وفي ظل فسادٍ مستشري وإدارة فاشلة، استمر نظامه في الحكم حتى أسقطته الظروف الأخيرة، حيث لم تستطع القوى الداعمة له من إيران وروسيا إنقاذه.
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن أيام حزب الله أصبحت معدودة بعد تراجع أهمية سوريا كحليف استراتيجي، يترقب اليمنيون فرصة مماثلة، حيث يواجهون حكماً فاسداً وغير قادر على توفير الاحتياجات الأساسية لشعبه. هذه المرة، الحاكم هو الحوثيون الذين يواجهون نفس المصير الذي آل إليه نظام الأسد، ولكن بمساعدة محدودة من الخارج.
وعلى غرار نظام الأسد الذي انهار بسبب الفساد والإدارة الضعيفة، يعاني الحوثيون في اليمن من نفس المشكلات التي تجعلهم غير قادرين على توسيع قاعدة دعمهم.
ورغم بعض الدعم القبلي المحدود، إلا أن حكمهم تميز بالكفاءة الضعيفة، مما أدى إلى خلق بيئة تجعل الشعب اليمني، مثل الشعب السوري، يرفض المضي قدماً في تحمل معاناته.
وفي وقت باتت فيه المعركة ضدهم أكثر إلحاحًا، ينبغي للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وحلفائها العرب المعتدلين، أن يعيدوا تقييم وضعهم في اليمن، ويعززوا جهودهم لمساعدة اليمنيين في التخلص من كابوس حكم الحوثيين.
خطوات حاسمة لإنهاء حكم الحوثيين:
يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم قوتها كداعم رئيسي للأمم المتحدة لدفعها نحو تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم بشكل صارم، من خلال الضغط على الأمم المتحدة، يمكن إيقاف استفادة الحوثيين من ميناء الحديدة، الذي يعد مصدر دخلهم الأساسي، هذا ليس فقط لتحجيم قدراتهم الاقتصادية، بل أيضًا للحد من قدرتهم على الاستمرار في تلقي الدعم من المساعدات الإنسانية الدولية.
ومن الضروري أن تعمل الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة على منع تدفق الأسلحة إلى الحوثيين، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على الطائرات التي تشارك في إمداد الجماعات الإرهابية، ويجب أن تواصل هذا النهج مع الحوثيين.
كما أن دعم عمان للحوثيين، رغم ادعائها بالوساطة، يشكل عقبة إضافية في سبيل تحقيق السلام، ويجب على واشنطن أن تضغط عليها لتغيير سياستها.
من الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها إدارة بايدن هو قبول خريطة الطريق الدولية لليمن التي تمهد الطريق أمام الحوثيين لفرض شروطهم.
وفي الوقت الذي يتم فيه منح الحوثيين تنازلات، تتقوض المعارضة ضدهم، ويتعزز موقفهم غير الشرعي، هذا التوجه يعزز الحوثيين على حساب حقوق الشعب اليمني، ويفاقم من معاناتهم.
لقد عانى اليمنيون لفترة طويلة من الحرب الأهلية ومن حكم الحوثيين الفاسد، وفي حين لم يحصلوا على الاعتراف الدولي الذي حظي به نظام الأسد، إلا أن حكمهم في العاصمة صنعاء يظل قاسيًا وغير قادر على تلبية احتياجات الناس الأساسية.
إذا أشار المجتمع الدولي إلى عدم استعداده للاستمرار في دعم الوضع الراهن، فربما يشهد اليمن انقلابًا داخليًا ضد الحوثيين، مشابهًا لما حدث في سوريا.
وفي هذا السياق، قد يكون الوقت قد حان لكي يواجه الحوثيون نفس مصير الأسد، كما أن مساعدة اليمنيين في التخلص من حكم الحوثيين سيسهم في استعادة الاستقرار والأمن في شبه الجزيرة العربية، ويعزز من قدرة دول المنطقة على مواجهة التحديات التي تهدد أمنها وسلامتها.