مناهضون
يخضع الشعب الأحوازي العربي لسياسات قمعية ممنهجة تمارسها سلطات الاحتلال الإيراني، وتتنوع الجرائم التي ترتكبها إيران ضد الشعب الأحوازي بين الإعدامات الجماعية، التهجير القسري، والسياسات العنصرية التي تهدف إلى طمس الهوية العربية للإقليم، ورغم مرور عقود على هذه الانتهاكات، إلا أن الشعب الأحوازي ما زال يقاوم سياسات الإبادة، مؤكدًا أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم.
تاريخ من القمع والإعدامات الجماعية:
منذ احتلال الأحواز اتبعت سلطات الاحتلال الإيراني سياسات دموية بحق سكان الإقليم، وكانت الإعدامات واحدة من أبرز أدوات القمع.
وتعود أولى موجات الإعدامات الجماعية إلى فترة حكم الشاه رضا بهلوي، حيث تم تصفية المئات من القادة الأحوازيين المناهضين للاحتلال، ومع قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، تصاعدت وتيرة الإعدامات لتصبح أداة ممنهجة لتصفية النشطاء السياسيين والمثقفين المطالبين بالحقوق الوطنية.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أن السلطات الإيرانية تنفذ الإعدامات بحق الأحوازيين بذرائع متعددة، منها “العمل ضد أمن الدولة”، و”التعاون مع دول أجنبية”، و”الدعوة للانفصال”، وغالبًا ما تفتقر المحاكمات إلى معايير العدالة، حيث تتم داخل محاكم ثورية تسيطر عليها الأجهزة الأمنية.
جرائم الإبادة الجماعية والسياسات العنصرية:
لا تقتصر الانتهاكات الإيرانية على الإعدامات، بل تشمل أيضًا سياسات إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى تقليص الوجود العربي في الأحواز، وتشمل هذه السياسات:
– التهجير القسري: قامت سلطات الاحتلال الإيراني بتهجير آلاف العائلات الأحوازية من أراضيها، واستبدالهم بمستوطنين فارسيين، في محاولة لتغيير التركيبة السكانية.
– نهب الموارد الطبيعية: تٌعد الأحواز من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية المحتلة من قبل إيران، مثل النفط والغاز، ومع ذلك يعاني سكانها من الفقر والتهميش، إذ يتم استنزاف ثروات الإقليم لصالح حكومة الاحتلال الإيرانية، دون أن يعود ذلك بأي منفعة على الشعب الأحوازي.
– طمس الهوية الثقافية: تعمل سلطات الاحتلال الإيراني على منع الأحوازيين من استخدام لغتهم العربية في المدارس والمجالات العامة، كما تحظر الاحتفال بالمناسبات الثقافية العربية، في محاولة لمحو الهوية الأحوازية بشكل كامل.
– تلويث البيئة: قامت سلطات الاحتلال الإيراني بتجفيف الأنهار الأحوازية، مثل نهر كارون، وتحويل مياهها إلى مناطق أخرى داخل إيران، كما أنها تستخدم الأحواز كمكب للنفايات السامة، ما أدى إلى تفاقم الأزمات البيئية والصحية.
المقاومة الأحوازية وصمود الشعب:
رغم العقود الطويلة من القمع، لم يتخلى الشعب الأحوازي عن قضيته العادلة، فقد شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الحركات الاحتجاجية داخل الأحواز، بما في ذلك المظاهرات والإضرابات العامة، كما لعبت المقاومة المسلحة دورًا في تسليط الضوء على قضية الأحواز في المحافل الإقليمية والدولية.
وعلى الصعيد الدولي، بدأت بعض المنظمات الحقوقية تسلط الضوء على الجرائم الإيرانية ضد الشعب الأحوازي، داعيةً إلى محاسبة المسؤولين الإيرانيين أمام المحاكم الدولية بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.