مناهضون
يعد إقيم الأحواز المحتل واحدة من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية مثل النفط، الغاز، والمياه العذبة، هذه الموارد التي تعد نعمة في نظر سكانها، تحولت إلى نقمة بسبب سياسات حكومة الاحتلال الإيراني التي تهدف إلى استغلالها بشكل مفرط.
فمنذ الاحتلال الإيراني للأحواز في عام 1925، انتهج سياسات اقتصادية واستراتيجية أدت إلى تدهور البيئة في المنطقة، مما يُعتبر شكلاً من أشكال الحرب غير المعلنة.
المشروعات الضارة بالبيئة في الأحواز
1. السدود وتغيير مسارات الأنهار
تُعد الأحواز من أغنى مناطق إيران بالموارد المائية، حيث تمر بها عدة أنهار رئيسية مثل نهر كارون، ولكن حكومة الاحتلال الإيراني من خلال مشروعات السدود المكثفة، غيرت مسارات الأنهار وحولت المياه إلى أقاليم أخرى.
هذا التحويل أدى إلى جفاف الأنهار في الأحواز، مما أثر سلبًا على الزراعة والثروة الحيوانية، من السدود الرئيسية التي بُنيت في الأحواز:
– سد كارون 3 وسد كارون 4: تُعتبر هذه السدود من أكبر المشروعات المائية في المنطقة، وقد أدت إلى تقليص تدفق المياه إلى الأراضي الزراعية وتدمير النظم البيئية المحلية.
– سد كوت عبد الله: أدى هذا السد إلى تدهور حالة الأراضي الرطبة المحلية، مما أثر على التنوع البيولوجي وجعل المنطقة أكثر عرضة للتصحر.
2. التصحر وتدمير الأراضي الزراعية
التصحر يعد مشكلة بيئية متزايدة في الأحواز بسبب السدود وتحويل مسارات الأنهار.
حيث إن نقص المياه أدى إلى تدهور الأراضي الزراعية وجعلها غير صالحة للزراعة، وهذه المشكلة تفاقمت بسبب استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات بشكل مفرط، مما أدى إلى تلوث التربة وجعلها غير قابلة للزراعة لفترات طويلة. على سبيل المثال:
– تدمير زراعة النخيل: تعتبر الأحواز واحدة من أكبر مناطق زراعة النخيل في إيران، ومع ذلك أدى نقص المياه والجفاف إلى تراجع إنتاج التمور، مما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.
3. التلوث النفطي والصناعي
تضم الأحواز عددًا كبيرًا من حقول النفط والغاز، والتي تُعتبر من أكبر الاحتياطات النفطية في العالم، وعملية استخراج النفط وتكريره أدت إلى تلوث الهواء والمياه الجوفية.
والتلوث الناتج عن الانبعاثات الغازية من المصانع النفطية أدى إلى زيادة مستويات التلوث في المنطقة، مما رفع معدلات الأمراض التنفسية والسرطانات بين السكان المحليين، ومن بين أبرز المواقع المتأثرة:
– حقل نفط مارون: أحد أكبر حقول النفط في الأحواز، والذي يتسبب في تلوث المياه الجوفية وزيادة نسبة الملوثات في الهواء.
4. نقل المياه بين الأقاليم
نفذت الحكومة الإيرانية مشروعات ضخمة لنقل المياه من الأحواز إلى أقاليم أخرى تعاني من نقص المياه، هذه المشروعات لم تؤد فقط إلى تفاقم أزمة المياه في الأحواز، بل زادت أيضًا من مشاعر الاحتقان بين السكان الذين يرون في هذه المشروعات استهدافًا مباشرًا لوجودهم، ومن أبرز هذه المشروعات:
– مشروع نقل المياه من نهر كارون إلى إقليم أصفهان: أدى هذا المشروع إلى تفاقم نقص المياه في الأحواز وأثر سلبًا على الزراعة والصيد.
5. المشروعات الصناعية والملوثات الكيميائية
بالإضافة إلى التلوث النفطي، هناك عدد من المشروعات الصناعية التي تساهم في تلوث البيئة في الأحواز، والمصانع الكيماوية والبتروكيماوية تُلقي بكميات كبيرة من المواد السامة في الهواء والماء، مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والتنوع البيولوجي في المنطقة.
– مجمعات البتروكيماويات: مثل مجمع ماهشهر، الذي يُعتبر مصدرًا رئيسيًا للتلوث الكيميائي في الأحواز.