كشفت الاحتجاجات التي اندلعت متزامنة في العراق ولبنان إلى حقيقة وهي اقتراب انتهاء الدور الإيراني في هذين البلدين وذلك بعد زيادة نفوذ نظام الملالي هُناك، ولذلك عملت “طهران” على فض التظاهرات التي تريد اقتلاع الأنظمة في بغداد وبيروت.
ففي العراق أصرتّ مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران على فض التظاهرات بالعراق من خلال إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين العزلّ لتفريقهم في بغداد ومحافظات الناصرية والكوت والبصرة السماوة والنجف.
وقال مسؤول بارز بالسلطة العراقية إن فيلق القدس الإيراني يدير عمليات قمع المتظاهرين من داخل مقر لمليشيا بدر وسط بغداد، بالإضافة إلى تشكيل خلية أزمة في بغداد مكونة من ضباط بالحرس الثوري الإيراني وعددًا من القيادات التابعة للمليشيات الإيرانية بالعراق – في الثالث من شهر أكتوبر الجاري-.
وتتكون تلك الخلية من (قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ورئيس أركان الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض، وزعيم مليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وزعيم مليشيا الخراساني حامد الجزائري) – وذلك بحسب معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى” ومقره واشنطن-.
وانطلقت ليل الخميس الماضي موجة أخرى من الاحتجاجات في العراق – التي انطلقت أحداثها في الأول من أكتوبر الجاري وانتهت في السادس منه بمقتل 157 شخصا، أغلبهم من المتظاهرين-.
وقامت مليشيات الحشد الشعبي عبر “فرق الموت” المكونة من مسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين – منذ بداية انطلاقة المظاهرات صباح الجمعة- وسط العاصمة العراقية بغداد.
كما انتشر قناصة تابعين لقاسم سليماني بالإضافة إلى عدد آخر من القناصة التابعين لمليشيات حزب الله اللبنانية على أسطح المباني المرتفعة في بغداد والمطلة على ساحات تجمع المتظاهرين – ليل الخميس الماضي- وذلك لاستهداف المتظاهرين بمليونية “إسقاط النفوذ الإيراني” ونتج عن ذلك ارتفاع عدد المصابين إلى 2047 بالإضافة إلى مقتل 63 شخصاً.
أما في لبنان فحدث مؤخرًا – يومي الخميس والجمعة الماضيين- اشتباكات بين المحتجين اللبنانيين وأنصار حزب الله في ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة اللبنانية ولكن تدخل الجيش اللبناني للفصل بين الجانبين – قبل إلقاء حسن نصرالله لخطابه-. كما اشتبك الأمن اللبناني مع مؤيدين لحزب الله في وسط بيروت، واعتقل عدداً من مثيري الشغب، بالإضافة إلى اعتداء موالون لحزب الله على وسائل الإعلام في ساحة الاعتصام في وسط بيروت.
وفي آخر ظهور للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، حاولّ شيطنة التظاهرات في لبنان، كما أنه حاول إيهام الجميع إلى أنه المرشد الأعلى في لبنان – من خلال وجود علم لبنان إلى جواره للمرة الأولى-، بالإضافة إلى وجود تلميحات أخرى إلى اندلاع حرب أهلية في لبنان وذلك بتأكيده على أنهم الطرف الأقوى في المعادلة الداخلية.
فما حدث من اندلاع اشتباكات بين أنصار “نصرالله” مع المتظاهرين قبل إلقاءه الخطاب وما بعده بنزل مسيرات ضمّت مئات الدراجات النارية رفعت أعلام “حزب الله” وصور أمينه العام يؤكد أن زعيم المليشيات اللبنانية الموالية لإيران غرضه هدم الانتفاضة، وهذا اتضح جليًا أيضًا حينما قال: “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ ولا نقبل إسقاط العهد ولا نؤيد استقالة الحكومة ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”.
ومؤخرًا أكدت مصادر بحسب وسائل إعلام لبنانية وعربية قيام قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بزيارة سرية إلى لبنان واتضحت تداعيات ذلك حينما قام مجموعات شبابية بمحاولة بث التفرقة بين المتظاهرين بالإضافة إلى فض الاعتصامات بالقوة. كما حاول “سليماني” التأكيد من خلال زيارته للبنان إلى عدم قبول إيران بأي تغيير بالتركيبة السياسية الحالية اللبنانية والتي تضمن وجود حزب الله في لبنان.