قد لا يصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى مبتغاه في التقليل من الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، بعد تصاعد وتيرة الأعمال العدائية من جانب إيران في الفترة الأخيرة.

ونشرت مجلة “فورين بوليسي” تحليلًا سياسيًا يرجح أن النظام الإيراني خلال ولاية الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي سيكون أكثر عدائية في المنطقة، مما يضعف جهود الرئيس بايدن في تحويل تركيزه إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

بداية، قال جيسون بروديسكي، الباحث المختص في الشؤون الإيرانية من واشنطن، إن الإدارة الأمريكية تريد الانسحاب من منطقة (الشرق الأوسط)، ولكن تواجه تحديات كبيرة.

وأضاف بروديسكي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تخرج نفسها من حروب لا تنتهي في منطقة الشرق الأوسط، لكن في الوقت ذاته هي لا تستطيع الانسحاب.

كما أوضح الباحث المختص في الشئون الإيرانية أن “هذا درس جديد تتعلمه الإدارة الامريكية الآن”.

ومن لندن، قال علي نوري زادة، مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية، إن الرئيس الإيراني صعد إلى سدة الحكم وهو غير مؤهل لذلك، واصفا أياه بأنه لا يوجد لديه تجربة سياسية.

وأضاف زادة، أن إبراهيم رئيسي كان واحدا من ضمن مجلس الشورى الذي أمر بإعدام أكثر من 6 آلاف شاب إيراني.

أشار زادة إلى أن رئيسي تسلم الرئاسة وأمامه بحر من الأزمات كفيروس كورونا والانهيار الاقتصادي

فيما يرى المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء محمد القبيبان، أن هناك صعوبة من انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط، بسبب استمرار المصالح، والقلق أيضا.

وأضاف القبيبان، أن خطاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي كان فيه رسائل غير مباشرة للدول الحليفة والصديقة في المنطقة، لأنه قال لا نريد قوى أجنبية في الشرق الأوسط، وهو ما يتنافى مع المفاهيم الدولية.

وأوضح القبيبان، أنه لا يجب أن ننسى أن إسرائيل على خط الأزمة، ولا يجب أن ننسى أن لها مصالح مع بعض دول المنطقة، وبينهما تعاون أمني واستراتيجي، وبالفعل هناك صعوبة في أن تخرج أمريكا من المنطقة.

وكان وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قد اعتبر في وقت سابق أنه يجب على مجلس الأمن الرد على تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار وعدم احترامها القانون الدولي.

وأكد أن بريطانيا أرسلت إلى رئيس مجلس الأمن الدولي رسالة بشأن هجوم إيران على السفينة “ميرسر ستريت”.

يأتي هذا بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، إنه أبلغ السفراء في مجلس الأمن الدولي أن إيران تقف وراء الهجوم في بحر عُمان.