بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
يا جماهير شعبنا في الأحواز المحتلة والمهجر
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تمر علينا اليوم ذكرى اجتياح الأحواز عسكريا واحتلالها من قبل إيران، وهذه الذكرى المريرة تتجدد علينا كل عام، كلما اقتربنا من يوم العشرين من نيسان، بما يحمله من مآسي الاحتلال، وضياع دولة عربية لا تتجزأ من الوطن العربي في عام 1925م، جاء في ظل العواصف العاتية، التي تمر على بلداننا العربية من قبل الدولة الفارسية “إيران” بمساعدة قوى الشر والظلام، حيث باتوا ينخرون في الجسد العربي حتى أنهكوه، فبات العربي غريبا في بلده، وهُجِّر كل من رفض العيش في ظل هذه الأوضاع، لكنها تحمل بين طياتها بشرى خيرٍ لأمةٍ اعتادت على النهوض بعد كل كبوة لأمة تمتلك أسباب النجاح؛ مبدأ إلهيا ومشروعا حضاريا ورجالا إن خضت بهم اليمّ خاضوه في سبيل الله وفي سبيل الحرية والكرامة، وأدل دليل على ذلك هو شعبنا الأحوازي الأبي، الشعب الذي ضاق ذرعا من ممارسات العدو الفارسي الذي يحاول ليلا ونهارا تخضيع الأحوازيون عبر ممارساته الوحشية إلا أن ذلك لم يتحقق له.
كما يصادف في الخامس عشر من نيسان ذكرى انطلاق مارد الانتفاضة التحررية الأحوازية في عام 2005م، ولهذا التداخل رمزية انبعاث تكشف عن البنية العميقة في التكوين النضالي والثقافي والنفسي لشعبنا وقواه الحية، إذ محا هذا اليوم ذكرى الانكسار ورسم بدلا عنها خارطة طريق جديدة نحو الانتصار، نتذكر فها بكل فخر واعتزاز بطولات أسرانا البواسل وشهداءنا المناضلين الشرفاء الذين كان لهم الشرف العظيم في إشعال فتيل الثورة وانطلاق انتفاضة نيسان المباركة التي أزالت الغبار عن قضيتنا الأحوازية العادلة لتتوارثها الأجيال، وستبقى رايتها خفاقة حتى دحر الاحتلال.
يا أحرار العالم
إن الاحتلال الفارسي مازال يعبث في مقدرات وخيرات أرض الأحواز والشعب الأحوازي، واليوم نرى مدى الإجحاف والظلم الذي دأب على ممارسته منذ يوم وطئت قدماه أرض الأحواز ودنستها، من خلال الاعدامات الميدانية والاعتقالات المستمرة بهدف التخويف والترهيب، وفتح السدود والسواتر الترابية للسيول، بهدف تدمير البنية التحتية وإغراق المزارع والمنازل، ونشره المتعمد لجائحة كورونا في الأحواز، وهذه الممارسات لا تعبر إلا عن جزء بسيط من سياسات الاحتلال الاستيطانية ومخططاته في تهجير شعبنا من أرضه غير عابئ بتبعات الفعل القبيح والدنيء الذي قام ويقوم به، إلا أن ذلك لن يثني الشعب الأحوازي الأبي من خلال مقاومة عنجهيته وغطرسته التي باتت قريبة بعون الله، بعد أن وضعت تحت المجهر الأمريكي، ووضع الحظر على الاقتصاد الفارسي وحرسه الثوري كمنظمة مجرمة وإرهابية، مما يدلل على أن أيام النظام الفارسي باتت معدودة بإذن الله.
أيها الأحوازيون الأماجد
إن حركتكم الوطنية، حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز لا تنظر إلى الساحة النضالية كساحة تنتظر من يملؤها أو أنها أتت من باب الترف، إنما استجابة موضوعية واستحقاق حاكم لاغنى عنه وضرورة لا يمكن لأحد أن يستمر في تجاهلها أو التكاسل والتغافل عنها، وحاجة ماسة في هذه المرحلة العصيبة لتشكيل وعي عميق في فهم منحنى تطور تجربة النضال والكفاح ومحاولة جادة ورصينة لإنجاز مشروع حركة تحرر وطني واضح المعالم يحظى بقبول الجميع ركيزته من الإرث التاريخي والنضالي لشعبنا، ويراعي الموروث الثقافي والفكري المميزة لهويتنا الوطنية وإيجاد آليات ورؤية سياسية قوية عميقة تجاه قضايا الوطن والإنسان الأحوازي، وفهم استراتيجي واسع للأحداث واستيعاب دقيق للتوازن ما بين قوة الأمر الواقع وقوة الحق، في ظل المتغيرات الإيجابية التي تشهدها الساحة الداخلية والإقليمية المتحركة التي لا تعرف سكونا ولا جمودا، ولضمان استمرار المقاومة بكافة أشكالها دون انقطاع، والتأثير الفاعل على الجماهير للانخراط في المواجهة مع المحتل الإيراني، نظراً لقدراتها السياسية بتحريك الجماهير، وتسخين الأجواء لصالح تصعيد المقاومة.
إنّنا ندرك أن الطريق شاقّ، والمعركة من أجل الوطن أطول من أن يحسمها بيانٌ، فكنتم ومازلتم أعظم من الجبال راسخون في أرضكم، وذاكرة تحملون الوطن معكم في حلكم وترحالكم، فلم يفلح الاحتلال الإيراني نزع الوطن والهوية والدين من قلوبكم وعقولكم، حينما حولتم مآسيكم وآلامكم إلى أفكار ثورية خلاقة ومبادئ وأهداف وطنية أقنعت الأمم والشعوب والأحرار في العالم بعدالة قضيتكم، وسيبقى مبدأ حق تقرير المصير قائما مادامت الشمس تطلع على أرض الأحواز، فالحقوق لا تسقط بالتقادم، وسنبقى ملتزمين بمنهج النضال في كل الميادين الوطنية والعربية والدولية نؤكد على حقوقنا، ننتزعها وننتزع معها حريتنا للتصدي لكل المؤامرات التصفوية، علينا أن نقف في وجهها صفا واحدا مؤكدين عزمنا وإصرارنا على مواصلة النضال حتى تحرير الأرض وبناء الدولة الأحوازية المستقلة.
في الختام
نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان القيام بواجبها والضغط على النظام الإيراني للقيام بمسؤولياته بإطلاق سراح الأسرى الأحوازيين القابعين في سجون الاحتلال الإيراني، ووقف عمليات الإعدام المستمرة بحق شعبنا الأبي تفاديا لأي كارثة إنسانية.
كما نهيب بجماهير الأمة العربية والإسلامية وقواها الشعبية الحية وبكافة الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الراعية للحق العربي بالوقوف بجانب قضية الأحواز والشعب الأحوازي الأبي والمساهمة في تحقيق هدفنا السامي ألا وهو تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي ونظامه الإرهابي.
تحية إجلال وإكبار لثوارنا الأبطال المرابطين على ثغور الأحواز
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لأسرانا البواسل الصامدين خلف قضبان الإحتلال
عاشت الأحواز حرة عربية أبيّة
حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ٢٧ من شهر شعبان عام ١٤٤١ هـ ٢٠ / أبريل /٢٠٢٠ م