﷽
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، والتي تأسست في يوم 30 من شهر أكتوبر عام 2019م، في ظل ظروف من القمع والمعاناة التي يتعرض لها شعبنا الأحوازي الأعزل من قبل دولة الاحتلال الفارسية إيران، و في تلك اللحظة التاريخية، تولت حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز قيادة نضال شاق ودؤوب وسلكت طريقا وعرا من أجل حرية الشعب والأرض والوطن الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي البغيض، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، كانت الحركة في طليعة التضحيات، وقد تجذرت الحركة اجتماعياً بانخراطها في العمل السياسي والعسكري والإعلامي، واكتسبت بعدا جديداً زاد من التفاف الشعب الأحوازي حولها وسجلت إرثاً نضالياً زاخر بالعطاء، سجله التاريخ للشعوب الغير فارسية التواقة الى الحرية من نير الاحتلال.
إن ذكرى تأسيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز ليست مجرد ذكرى لتأسيس حركة سياسية، بل هي إحياء ذكرى لفكرة ونهجٍ عريق، فقد كانت هذه الخطوة مهمة وغير مسبوقة في تاريخ حركة التحرر الأحوازية ونضال شعبنا المستمر، كما أن تأسيس الحركة جاءت ضَّرورة ملحَّة غلبت على مئات العقبات، ونزعت فتيل العديد من الألغام والمؤامرات ونحن نتطلع إلى مستقبل مشرق لتحقيق تطلعات وأهداف شعبنا الأحوازي.
أن هذه الذكرى المجيدة التي يتجدد من خلالها التأكيد على قوة الالتحام بين الحركة وشعبنا الأحوازي وأمتنا العربية والإسلامية الغالية تحل علينا اليوم وشعبنا الصامد المكافح يتعرض لاحتلال جائر وطويل الأمد، ما يزال رابضا على صدر شعبنا وأرضنا، يمارس كل الإجراءات المخالفة للقانون والشرعية الدوليين، ليواصل إجراءاته العدوانية من ضم واغتصاب للأرض، وإلحاق ومصادرة وتفريس القطر الأحوازي المحتل، واستيطان استعماري رهيب، في الوقت الذي ما زال يمعن في إقامة المستوطنات وتوسيعها في مدينة الأحواز العاصمة ويرفض بصلف كل الدعوات لوقف بناء المستوطنات، ناهيك عن الممارسات القمعية الأخرى التي تمس بشكل يومي شعبنا الأحوازي تحت الاحتلال، على الحواجز التي تطوق مداخل ومخارج مٌدن الأحواز، وفي غياهب السجون والمعتقلات.
إننا في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز وبعد مرور خمس أعوام من مسيرة انطلاقتها المباركة قدمنا فيها ثلة مباركة من رفاقنا في كتائب الشهيد ريسان الساري وأبناء شعبنا البطل شهداء وأسرى على طريق تحرير الأحواز، وسطرنا فيها مجداً جديداً لشعبنا ومقاومته؛ نؤكد على ما يلي:
أولاً: تقف حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز و من خلال تجربتها الذاتية الآن، أمام مفترق مصيري يحتاج الى التهيئة، التطوير وتصحيح مسارها، والسبيل السلمي والديمقراطي الأنجح لتحقيق هذه الأهداف المشروعة، هو الضغط على الأمم المتحدة لإجراء إستفتاء نزيه، شفاف و حرفي في تقرير المصير لنيل التحرير والاستقلال الأحوازي وفقاً للمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وقرار الجمعية العامة 1514 (د-15) المتضمن إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة، كما أن ذلك يشكل رداً واضحاً على مواقف بعض الأطراف الداعمة لدولة الاحتلال الإيرانية وسياستها التوسعية وعلى المحاولات الرامية لتقويض حق الشعب الأحوازي الغير قابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفي السيادة الدائمة على أرضه وموارده الطبيعية واحترام السلامة الإقليمية لأرضه.
ثانياً: أن حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز تؤكد أنَّ لا مساومة على حقّ شعبنا المشروع في مقاومة الاحتلال الإيراني بكل الوسائل، من أجل إقامة دولتنا الأحوازية المستقلة، والعيش حياة حرَّة كريمة، بلا تهديد ولا وعيد ولا وصاية، كباقي شعوب العالم، وسيواصل شعبنا العظيم ومقاومته الباسلة مقاومة هذا الاحتلال الفاشي بكل الوسائل، تصدّياً للاحتلال الإيراني وإفشالاً لمخططاته الرامية لمحو الهوية العربية في الأحواز.
ثالثاً: تؤكد الحركة التزامها بالقوانين والمعايير الدولية في نهجها النضالي والسياسي، وموقف الحركة لم يتغير ولن يتغير، وموقف ثابت بأحقية الشعب الأحوازي بمقاومة الإحتلال الإيراني أين ما تواجد، وستواصل الحركة المقاومة الشاملة ضد مؤسسات الإحتلال الإيراني في كل أرجاء القطر المحتل وهذا حق ثابت لا يستطيع أحد نزعه منها.
رابعاً: أن التهديدات الصادرة عن قادة الاحتلال الإيراني لا تخيف قيادات الحركة وكوادرها ومقاوميها البواسل في كتائب الشهيد ريسان الساري، ونشدد على أن الحركة ستمارس حقها الطبيعي والمشروع في التصدي والرد على أي تحرك وعدوان من قبل دولة الاحتلال، و ما تركه مقاومونا البواسل المرابطين على ثغور الأحواز من بصمات دامغة في الميدان خلال سنوات، جعلت اليوم العدو الإيراني يحسب ألف حساب لأية مواجهة مع الحركة في كل ساح.
خامساً: أن حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز وكافة فصائلها العسكرية وهي تواصل إعدادها وتجهيزها على كافة المستويات في سبيل معركة التحرير التي نعيش فصولها ونعد العدة لها، تدعو إلى تضافر كافة جهود شعوب وقوى المقاومة الحية في المنطقة، والاستعداد لمعركة الأمة المصيرية في مواجهة الدولة الفارسية التي نجهز لنقلها إلى وسط إيران، لنسيء بها وجه الاحتلال الفارسي الغاصب ونعيد فيها لأحوازنا عروبتها وتاريخها وجغرافيتها التي قطعت إيران أوصالها، ونعيد لأسرانا ولشعبنا وأمتنا الحرية والكرامة.
سادساً: أن الحركة تؤكد أن استمرار دولة الاحتلال الفارسية “إيران” بتلفيق تهم الإرهاب ضد الحركة ومنتسبيها، وملاحقة قيادات الحركة في دول المنفى في محاولة يائسة لتحريف بوصلة الحركة، لا ثني الحركة عن التمسك بمبادئها وحقوق شعبنا وثوابت قضيتنا، ولا تمثل تهم الإرهاب إلا من اطلقوها.
في الختام: يسرنا نحن في حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، بمناسبة مرور الذكرى الخامسة على تأسيسها أن نجدد لشعبنا الأحوازي وأمتنا العربية والإسلامية الغالية العهد بما عاهدنا الله عليه بالمضي قدما نحو الانعتاق من الاحتلال الإيراني البغيض واستعادة الحقوق السليبة، وسنبقى ملتزمين بمنهج النضال في كل الميادين الوطنية والعربية والدولية نؤكد على حقوق شعبنا وأمتينا، ننتزعها وننتزع معها حريتنا، ونتصدى لكل المؤامرات والمشاريع التصفوية ونقف في وجهها صفا واحدا أقسى من الجلمود، مؤكدين عزمنا وإصرارنا على مواصلة النضال حتى تحرير الأرض والإنسان الأحوازي من براثن الاحتلال الفارسي البغيض واسترجاع الأرض والسيادة الأحوازية، موجهين التحية إلى عوائل شهداءنا الأبرار، وإلى أسرانا الأبطال الميامين، ونعاهدهم بالثبات على خط المقاومة والكفاح والنضال حتى النصر والتحرير، “ويقولون متى هو قل عسى أن يكونَ قريباً.“
حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز الأربعاء: ٢٧ من شهر ربيع الثاني عام ١٤٤٦ هـ الموافق: ٣٠ / أكتوبر / ٢٠٢٤ م