مناهضون
لطالما مثل الأحواز قلب الثروة الاقتصادية في جغرافيا إيران، لما يحتويه من مصادر طبيعية هائلة كالمياه والنفط والغاز والزراعة، ومن بين أبرز معالم سيطرة الاحتلال الإيراني على الأحواز يأتي ميناء رجائي، الواقع على الساحل العربي للأحواز، والذي حولته طهران إلى وسيلة للنهب الممنهج لخيرات البلد، وبينما سلط الحريق الأخير الضوء على هشاشة البنية التحتية في الميناء، فإن القصة الحقيقية أعمق وأكثر خطورة، حيث تكشف عن شبكة منظمة تستغل الموقع الاستراتيجي لميناء أحوازي أصيل من أجل إفقار سكانه الأصليين وتعزيز مشاريع الهيمنة الاقتصادية.
◄تفاصيل عن ميناء رجائي
– يقع ميناء رجائي بالقرب من مدينة جمبرون ، وهو امتداد طبيعي للسواحل الأحوازية قبل أن تعيد إيران رسم الخرائط بشكل قسري عقب الاحتلال.
– ويتمتع الميناء بموقع جغرافي استثنائي على مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 30% من تجارة النفط العالمية، هذه الميزة الجغرافية أكسبت الميناء أهمية استراتيجية فائقة ليس فقط لإيران، بل لكافة طرق التجارة الإقليمية والعالمية.
– ويشكل ميناء رجائي نحو 55% من صادرات حكومة الاحتلال الفارسية (إيران) غير النفطية و70% من إجمالي الشحن البحري، وهو منفذ رئيسي لتحريك البضائع بين آسيا وأوروبا عبر الخليج العربي، مما جعله أحد الأعمدة الاقتصادية الكبرى لحكومة الاحتلال الفارسية، رغم أنه يقوم على أرض أحوازية مغتصبة.
◄كيف طمست إيران هوية الميناء؟
مع بسط سيطرة الاحتلال الإيراني على الأحواز، بدأت طهران في تنفيذ مشاريع تغيير ديمغرافي منظمة حول الميناء:
– تهجير السكان العرب الأحوازيين قسرياً من المناطق المحيطة بالميناء.
– إنشاء مستوطنات فارسية لاستيعاب الموظفين والمستثمرين الجدد المرتبطين بالميناء.
– فرض اللغة الفارسية كلغة رسمية وحيدة في كافة العمليات الإدارية واللافتات والوثائق، رغم أن الميناء في أصله أحوازي عربي.
– تهميش أبناء الأحواز من فرص العمل، وقصر الوظائف الإدارية والفنية العليا على الفرس الموالين للنظام.
◄كيف يتم نهب ثروات الأحواز عبر ميناء رجائي؟
تمارس إيران عبر هذا الميناء سياسات متعمدة لنهب ثروات الأحواز عبر عدّة وسائل:
ـ سرقة الموارد الطبيعية: تُنقل كميات ضخمة من النفط والغاز المستخرج من الأحواز عبر خطوط أنابيب سرية إلى الميناء، حيث يتم تصديرها تحت مسميات إيرانية، دون أي مشاركة لأصحاب الأرض الأصليين أو أي شفافية مالية.
ـ الهيمنة على التجارة الخارجية: تتحكم سلطات الاحتلال الإيراني في جميع صادرات وواردات الأحواز عبر هذا الميناء، مما يحرم سكانه من أبسط حقوقهم في تنمية تجارتهم أو استخدام مواردهم لتنمية مجتمعاتهم.
ـ استغلال الميناء للتهريب والفساد: يُستخدم الميناء أيضاً كمنصة لعمليات تهريب السلاح والبضائع المحظورة، تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني، مما يحول المنطقة إلى بؤرة مافيوية تخدم مصالح النظام لا مصلحة السكان.
◄كارثة حريق ميناء رجائي في مدينة جمبرون الأحوازية
اندلاع الحريق في ميناء مدينة جمبرون كشف العديد من أوجه الخلل:
غياب معايير السلامة: رغم أهمية الميناء، إلا أن إيران تتعامل معه بمنطق الاستغلال المؤقت لا التنمية المستدامة، مما يجعل منشآته عرضة للكوارث.
استغلال الحريق لإعادة الهيكلة: من المتوقع أن تستغل إيران هذا الحريق كذريعة لطرح مشاريع تجديد وهمية، تهدف في حقيقتها إلى إحكام قبضة الحرس الثوري وشركاته المرتبطة على الميناء بشكل أوسع.
تزايد الفقر بين الأحوازيين: مع كل عملية إعادة تنظيم أو تطوير للميناء، يتم طرد المزيد من العمال الأحوازيين البسطاء واستبدالهم بعناصر موالية للنظام الفارسي.
◄ميناء مدينة جمبرون نموذج لسياسة الاحتلال الاقتصادي
إن الاستراتيجية الإيرانية في التعامل مع ميناء رجائي تنسجم مع سياسة أوسع تتبعها في كافة أرجاء الأحواز، والتي تقوم على:
– حرمان السكان الأصليين من عائدات ثرواتهم الطبيعية.
– إعادة توجيه الموارد نحو مشاريع توسعية إيرانية خارج الأحواز.
– تكريس التخلف الاقتصادي لإضعاف قدرة الشعب الأحوازي على المقاومة.
– تستفيد إيران من ممارسات النهب هذه ليس فقط لدعم اقتصادها المتعثر تحت وطأة العقوبات الدولية، بل أيضاً لتمويل نشاطاتها العسكرية في الخارج، بما فيها دعم ميليشيات موالية لها في دول مثل سوريا والعراق واليمن.