مناهضون

حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز

مكتب الإعلام

تقارير

حتى لا ننسى.. كيف ابتلعت إيران الأحواز؟

مناهضون

 

 

قضية الأحواز ليست مجرد نزاع محلي، بل هي شاهد حي على نتائج التراخي العربي، ومثال صارخ على غطرسة الاحتلال وممارساته، فالأحواز الذي ابتلعته إيران منذ قرابة قرن من الزمن، واحدة من أكثر عمليات الإلحاق والضم قسوة وغموضًا في التاريخ الحديث، فلم يكن احتلال الأحواز مجرد تغيّر إداري، بل كان بداية لمرحلة طويلة من القمع والطمس الثقافي والتجويع الممنهج لشعب عربي رفض ولا يزال يرفض أن يُسلخ عن جذوره وهويته.

 

 

الأحواز قبل الاحتلال الإيراني:

يقع الأحواز جنوب غرب إيران على الضفة الشرقية من الخليج العربي، ويتميز بثرواته الطبيعية الهائلة، خصوصًا النفط والغاز، فضلًا عن خصوبة أراضيه الزراعية.

كما كان الأحواز يتمتع بحكم شبه مستقل تحت قيادة الشيخ خزعل الكعبي الذي كان يُعد حليفًا للبريطانيين في المنطقة، وقد حافظ على شكل من أشكال الحكم الذاتي حتى بداية القرن العشرين.

 

 

مؤامرة الاحتلال الإيراني وغياب الدعم العربي:

في عام 1925، استغل رضا خان حالة التراخي الدولي والتجاهل العربي، وقام بتحريك قواته نحو الأحواز، وبتنسيق مع البريطانيين، الذين تخلوا عن حليفهم الشيخ خزعل، اعتقلوه وتم نفيه إلى طهران، حيث توفي لاحقًا في ظروف غامضة، ومنذ ذلك الحين، أُلحِق الأحواز رسميًا بإيران وأُخضع لسيطرة مركزية صارمة.

 

 

سياسات التغيير الديموغرافي والطمس الثقافي:

 

اتبعت إيران منذ اليوم الأول لاحتلال الأحواز سياسات ممنهجة تهدف إلى القضاء على الهوية العربية، تمثلت في:

 

– منع اللغة العربية في المدارس والمؤسسات الرسمية.

– تغيير أسماء المدن والأنهار والمعالم الجغرافية إلى أسماء فارسية.

– تهجير العرب من مناطقهم وجلب غير العرب من أقاليم أخرى بهدف تغيير التركيبة السكانية.

– تهميش السكان العرب اقتصاديًا، رغم أن الإقليم يمثل شريان الطاقة الإيراني.

 

 

المقاومة الأحوازية والقمع الإيراني:

لم يخضع الشعب الأحوازي لهذا الاحتلال، بل انطلقت منذ عشرات السنين حركات مقاومة سياسية ومسلحة تطالب بالتحرير واستعادة الحقوق.

 

 

في المقابل، شنت السلطات الإيرانية حملات قمع عنيفة، شملت:

– الإعدامات الجماعية بحق النشطاء.

– الاعتقالات التعسفية وتلفيق التهم الأمنية.

– التعتيم الإعلامي الكامل على ما يجري في الإقليم.

 

 

صمود رغم النسيان:

اليوم، ورغم مرور مئة عام على احتلال الأحواز، لا يزال سكانه متمسكين بهويتهم العربية، ويقاومون سياسات الإفقار والتجهيل والتغيير الديموغرافي.

ولكن مع الأسف، لا تزال القضية الأحوازية تعاني من تجاهل إعلامي وسياسي عربي، في وقت تواصل فيه طهران استنزاف ثروات الأحواز لقمع باقي الشعوب داخل إيران وخارجها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *